Thursday 13 September 2012

حياة محمد

في الايام الأخيرة تداول عدد مهول من البشر ما يسمي بفيلم "حياة محمد " باعتباره فيلما مسيئا للرسول (ص) .... وأرغي وأزبد الجميع ، قنوات تليفزيونية ، محطات إذاعية ، صحف ....إلخ
دعوني أولا أقر بأنني ارتكبت حماقة بسبب فضولي الذي دفعني لمشاهدة هذا المقطع المرئي المثير للشفقة والذي لم ينجح في أن يحرك شعرة من رأسي أو يستفز مشاعري ، أحسست فقط أن منتجوه أو من شاركوا في إنتاجه شخصيات قد يكون أفضل وسيلة للتعامل معها هي أن نقبلها ونضعها بجانب أي حائط ونبكي علي حظ البشرية العثر الذي رزقها بمثل هذه العقول
ما شدني حقيقة واستفزني للكتابة هو رد الفعل المبالغ فيه ، وحرص كل من يدعي غيرته علي رسول الله (ص) أن يظهر بمظهر الغبي ، هذا يسب الدين ، هذا يسئ للمسيحيين ، وهذا يسئ لليهودية واليهود وهذا يتظاهر هنا وهذا يتظاهر هناك وتقتحم سفارات وتشعل الحرائق وتتباري الفصائل المختلفة في رفع راية الإحتجاج علي هذا الفيلم ( المسئ) ... حين شاهدت هذا الفيلم علي موقع اليوتيوب كان عدد مشاهداته علي ما أتذكر 425 مشاهد ، وبعد اندلاع تلك الإحتجاجات الرهيبة الغير مبررة وصل عدد مشاهديه إلي 1,099,648 مشاهد
لن أتفلسف وأنظر وأقول أننا انفردنا في مصر وليبيا بأن قدنا الإحتجاجات أمام السفارة الأمريكية هنا وهناك وكان سلوكنا عظيما ودالا علي شدة بأسنا وأننا حماة الإسلام وأسود الدعوة وأننا أحسننا الدفاع عن نبينا ... لكن في الوقت ذاته شاهدنا العالم كله نحتفل بذكري هجمات سبتمبر 2001 المباركة ونهتف : يا أوباما يا أوباما ..كلنا هنا اسامة ، (أنا لست اسامة بالمناسبة ) ونتسلق أسوار السفارة ونرفع علما قيل أنه علم القاعدة وفي ليبيا قتل مسئول دبلوماسي أمريكي خلال الأحداث مما دعا الرأي العام العالمي إلي الإعتراف رغما عنه بأننا متحضرين ومسالمين وأننا من أرقي الأجناس وأننا ندين الإرهاب ... إلخ ...(أنا أمزح بالطبع :) )
وكنت أتمني أن يكون أهلي وعشيرتي وأصحابي وصحباتي غيورين بالفعل علي حياة محمد وحريصين عليها ولكن من هو محمد الذي أعنيه ؟؟
-  محمد الطفل الذي مات في الحضّانة بسبب انقطاع الكهرباء أو مات وليدا لأنه لا توجد له حضانة أو قتله أبوه أو أمه لأنهم لا يعرفون كيف يطعمونه
-  محمد الطفل الذي لم يكمل تعليمه بسبب ضيق حال أسرته فاضطروا أن يسلموه لميكانيكي أو نجار ينتهك طفولته وبراءته و يعامله بطريقة أقل ما توصف به أنها قاسية مقابل جنيهات زهيدة
-  محمد الطالب الذي لا يدري أبواه من اين ينفقا عليه ، والذي يحشو مدرسه رأسه بكل أنواع الترهات والذي تحوله مناهجنا التعليمية إلي حجر أصم
-  محمد الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب أو يفكر ...محمد الذي يضيع عمره في ورشة طوب طفلي أو في مزرعة صحراوية
-  محمد الذي غرق في قارب مطاطي في عرض البحر في سبيل تحقيق حلمه بمغادرة بلادكم الغراء التي لا يستطيع أن يعيش فيها
-  محمد المدرس الذي يتقاضي مائة وعشرين جنيها في الشهر فلا يعلم ولا يتعلم
-  محمد الذي لم يجد فرصة للتحرش ببناتنا وأخواتنا وزوجاتنا إلا واقتنصها
-  محمد ضحية التعذيب
-  محمد الذي تشترون صوته ورضاه بزجاجة زيت أو كيلو جرام من السكر
-  محمد الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء ولم تهتموا يوما أن توفروا له مأوي
-  محمد العامل الذي جار عليه رب عمله وألقاء في الشارع بلا أجر ولا تأمينات ولا معاشات ولم ينصفه قضاؤكم الأغر
-  محمد الذي خدرتموه وأقنعتموه بالصمت والرضاء بالظلم أملا في جنة لا تملكونها وأشك أنكم ستدخلونها
-  محمد أخي وسيدي شهيد ثورتنا الذي تتاجرون بدمائه وتضيعون ثأره يوما بعد يوم
-  محمد مصاب ثورتنا الذي يعامل معاملة لا تليق بإنسان عادي
-  محمد الموظف المرتشي ، الفاسد ، عبد المأمور ، الذي لا يألو جهدا في مداهنة رؤسائه وإهانة مرؤوسيه
-  محمد الذي احترق في القطار ومحمد الذي احترق في المسرح ومحمد الذي سقط علي الحدود برصاص الصهاينة ومحمد الذي يموت يوميا علي طرقكم السريعة
هذا هو محمد الذي أفهم أن تثوروا وتحرقوا وتدمروا من أجل إهانته وهذه حياة محمد التي يجب أن تجاهدوا من أجل جعلها أفضل ... أما محمد رسول الله ، إن كنتم تؤمنون بالله ، فقد قال له ربه : إنا كفيناك المستهزئين ... وحين عرض عليه ربه أن يطبق الأخشبين علي أهل الطائف الذين سبوه واسالوا دمائه رفض قائلا عسي الله أن يخرج من اصلابهم من يعبد الله .
استحوا يرحمكم الله

2 comments:

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. جالي صديق مصري و قالي أنا نازل المظاهرة و فرحان أوووي و بيسب المسيحيين و بيقولي ولاد الكلب هنربيهم

    قلتله بالراحة يا حبيبي ، مفيش داعي للشتيمة ، نصيحة يعني الموضوع ميجيش كدة
    كان رده انه هيفرج العالم كله عليهم و هينصر دينه و نبيه بالطريقة دي

    بصراحة حسيت انها خربانة ..
    اكيد كان في منه كتير بقى يوميها

    أنا مش أسامة و مش عايزة أكون اسامة .. لأن أسامة دة أنا اتحجبت قبل لمعان اسمه في العالم ب 10 ايام يعني 1 يوليوز 2001 و بعد ظهور حضرته للأسف من بعد ما كان غطاء رأسي عفة أصبح تهمة

    إخوانية ، إرهابية ، و و و و ألقاب أطلقت بعد ال 11 سبتمبر كتير لغاية ما بقت الحياة جحيم

    السنة دي بصيت على التاريخ و سرحت لحظة بفتكر السنين دي عدت ازاي قلت قربنا ننسى العيد القومي لهمجية المسلمين مع إنهم مش هينسو و معذورين أصل أنا لو أبويا أو أخويا أو أمي أو أي ابن من بلدي مات كدة فمش هنسى اللي قتله

    بس يا سلام مبروك علينا إن الإخوة الهمجيين قصدي الغيورين على نبي الرحمة اللي بقى في نظر كل الغرب إمام الهمج و ما كان يكون كدة أبدا ، الإخوة ادونا فرصة كويسة و مناسبة مبروك علينا الفرصة عشان نتذكر و نسترجع حنينا لأيام مكناش في حاجة انها ترجع تاني

    سؤال : ليه ال 11 سبتمبر بالذات ؟ ليه بعد شهور على تصوير الفيلم ؟ ليه فئة معينة كلنا عارفينها هي اللي عملت كدة بالذات ؟
    ليه كمسلمين نؤمن ببعض الكتاب و نكفر ببعض ؟ جعلناكم أمة وسطا لاااا و انما المؤمنون اخوة لااااا لكن لازم تغير على نبيك بهمجية .. لغاية امتى هيفضلو وراه ما يسيبوه في حاله بقى !

    الفيلم .. حسب ما سمعت .. بيتكلم عن جواز النبي بطفلة .. سؤال برضه : مش هما بيقولو انه اتجوز عائشة و هي عمرها سبع سنين ؟ مش هما اللي بيقولو انه كان بيسبي النساء و الاطفال ؟ فمين المسيئ بقى ؟

    معرفش ليه في الظروف دي بالذات الموضوع في دماغي مش بيظهر على أساس إنه صدفة .. و كنت بتمنى نعمل بجد بآية واحدة من القرآن و نتعظ من اللي قاله ربنا لبني إسرائيل : " أتامرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "

    بنحترم احنا شريعة ربنا الاول و نتبع سنة نبينا عشان نبقى نطالب الناس بانها متنتجش فيلم نص اللي اتقال فيه احنا اللي حكيناه عنه ؟

    معرفش بصراحة مين المسيئ لو احنا و لا هما !
    و مش غيرانة عليه منهم زي ما بغير عليه مننا
    في كل مرة يتقالي انه اتجوزها و هي طفلة .. و انه كان يسبي نساء و اطفال .. و انه بيقطع رقبة المرتد .. و ان اسلامه انتشر بالسيف ..

    الظاهر العيب مننا !

    يا ريت كنا بنغير كدة و ننتفض عشان حقوقنا كان زماننا من زمان العدل سيد الموقف عندنا !

    آسفة على الإطالة ..
    و أحسن ما قرأت عن الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه و سلم

    سلامي

    ReplyDelete