Tuesday, 11 September 2012

جوز أم المصريين

تقول الأسطورة : أننا نحن المصريين علي اختلاف مشاربنا قد ولدنا سفاحا من علاقة غير شرعية بين والدتنا وبين كائن من المريخ ، وأننا حاولنا العيش مع والدنا علي المريخ فلم نستطع بسبب الظروف البيئية هناك فعدنا إلي كوكب الأرض ، وكانت والدتنا قد تزوجت رجلا فاضلا ميسور الحال يدعي كوارشي فآوانا واستضافنا في عزبة إسمها مصر ورثها عن السيدة الفاضلة والدته رحمها الله ، ولذا سمونا المصريين ، والحق يقال لم نعتبر كمصريين السيد كوارشي أبدا زوجا لأمنا فطالما شعرنا نحوه بالألفة ولمسنا كرمه وطيب أخلاقه ومروءته ، إلي أن جاء يوم مشئوم ضاق فيه السيد أبو الفتوح ذرعا من بعض إخوتنا بسبب اعتناقهم لمعتقد ديني يخالف معتقده فأرغي وأزبد وقال : لا مكان للبهائية أو غيرها في مصر 
ولكن بما أننا من نسل كائن مريخي فلم نرث منه أي طباع أرضية من قبيل الوفاء وحفظ الجميل، وبالتالي فنحن متمردين وناكري جميل وقليلي الأصل ، فأخذ بعضنا ينقب وينقب إلي أن وقع في يديه عدة مخطوطات نادرة تقول أن السيد كوارشي ليس زوجا لأمنا ، وأن مصر ليست العزبة التي ورثها من السيدة الفاضلة والدته بل وياللعجب فنحن أيضا مصريين مثله تماما لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات ، تحدثنا تلك المخطوطات النادرة التي لم يطلع عليها السيد أبو الفتوح أن مصر دولة من قبل أن يأتي سيادته للدنيا بآلاف الأعوام وأنها حوت وثنيين ويهود ومسيحيين ومسلمين وملاحدة وبهائيين ، وأنهم جميعا مصريين لهم كافة الحقوق وعليهم كافة واجبات المواطن المصري ، 
هناك مخطوط نادر معنون ب : الفرمان العالى الموشح بالخط الهمايونى فى أوائل شهر جمادى الآخر سنة 1272 هـ - فبراير سنة 1856 م فى عهد السلطان عبد المجيد خان بن محمود خان ( حكم الإمبراطورية العثمانية بين 1839- 1861م ) يقول :
ينبغى أن تؤخذ التدابير اللازمه لأجل تأمين من كانوا أهل مذهب واحد مهما بلغ عددهم ليجروا مذهبهم بكل حريه ثم تمحى وتزال مؤبدا من المحررات الديوانيه جميع التعبيرات والألفاظ والتمييزات التى تتضمن تدنى صنف عن صنف آخر من صنوف تبعه سلطنتى السنيه بسبب المذاهب أو اللسان أو الجنسيه ، لا يمنع أحد أصلا من تبعتى الشهانيه عن إجراء فرائض ديانته
وهناك مخطوط نادر آخر معنون : دستور 1923 ينص في مادته رقم 12 علي :

"حرية الإعتقاد مطلقة"

والمخطوطات المشابهة كثيرة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية ... إلخ وأكتفي بذكر المادة رقم 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان :
"لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود."
وطبعا فأنا ألتمس العذر للسيد كوارشي لأنه ربما لا يعلم أصلا بوجود تلك المخطوطات النادرة ولأنها مكتوبة بلغة لا يجيدها إلا أهل المريخ أمثالي ، لكني قرأت ذات مرة أن السيد كوارشي يمتلك في بيته مخطوطا نادرا إسمه : القرآن الكريم ، ولحسن حظي فأنا أمتلك منه نسخة أيضا ، وورد في هذا المخطوط : بسم الله الرحمن الرحيم : " أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ؟؟" 
وحيث أنني من هواة جمع المخطوطات فقد عثرت مؤخرا علي مخطوط إسمه : قانون العقوبات المصري تنص المادة 161 مكرر منه علي : 
" يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب علي هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير السلم العام "
لا مكان للبهائية أو غيرها في مصر : هكذا يتحدث البعض
دعني أولا يا سيد كوارشي أحكي لك أسطورة أخري تقول أن هناك محكمة تدعي المحكمة الشرعية في ببا بمصر ، وفي عام 1925م أصدرت تلك المحكمة الحكم التالي :" ان البهائية دين جديد قائم بذاته له عقائد وأصول وأحكام خاصة تغاير وتناقض عقائد وأصول وأحكام الدين الإسلامي تناقضا تاما ، فلا يقال للبهائي مسلم ولا العكس كما لا يقال للبوذي أو البرهمي أو المسيحي مسلم ولا العكس " ، وتقول الاسطورة أن هذا الحكم صدر في يوم 10 أيار (مايو) من عام 1925 وصادقت عليه الدوائر الدينية العليا في القاهرة واصبـح حكماَ نهائياَ ، أضف إلي ذلك أن العقيدة أو الديانة البهائية موجودة في العالم منذ عام 1844 م .
ودعني أيضا أحكي لك أسطورة أخري تقول أن البهائيين في مصر كان لهم العديد من المراكز والهيئات الإدارية إلى الستينات من القرن العشرين حتي صدر قرار الرئيس المؤمن أنور السادات بحل المحافل البهائية وتجريم ممارسة شعائرها أي أنهم موجودون في مصر قبل أن توجد حضرتك أو جماعة حضرتك حتي .
إذا بم يمكنني أن أفسر هجومك علي البهائيين أو غيرهم من أتباع الديانات الأخري ؟؟
حيث أنني أعلم أنه مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد حوالي 2 مليون بهائي ولا يمثلون أي خطرا علي تلك الدولة وأنها وياللعجب دولة متقدمة لم يبعث الله إليها طيرا أبابيل ولم يطبق عليها الأخشبين ولم يبتلعها البحر بسبب وجود مواطنين بهائيين علي أرضها ، وحيث أنني أعلم أن هناك ما يقارب الثمانية ملايين بهائي في مختلف بقاع العالم كألمانيا واستراليا والهند وأنهم أيضا لهم معابد يقيمون فيها شعائرهم في بعض أماكن المعمورة ، ولم يثبت علميا أن البهائيين خطر علي الجنس البشري ولا أنهم مصاصي دماء أو مستذئبين أو من نسل وحش لوخ نس ، وحيث أنني أؤمن تماما بحق البشر في حريتهم المطلقة في الإعتقاد وأنه لا يوجد دين علي وجه الأرض يجبر الناس علي اعتناقه ، وأن الرابط بين ابناء دولة ما هو كونهم يحملون جنسية تلك الدولة (بغض النظر عن عقيدتهم) ويلتزمون بقوانينها وأن إبعادهم أو طردهم منها لا يمكن أن يتم إلا إذا ارتكبوا جريمة تكون عقوبتها هي الطرد أو الإبعاد ، وبالتالي فحديثك فاشي وعنصري ويشكل جريمة ويستوجب اعتذارا منك ولو كان الأمر بيدي لقدمتك للمحاكمة بتهمة التحريض علي كراهية بعض مواطنيك .
تحياتي :)


1 comment: