يوم الأحد 20 نوفمبر حوالي السادسه مساء كنت بصدد دخول شارع محمد محمود للمشاركة في المعركة الدائرة بين الشباب وبين ميليشيات الداخليه واستوقفني ثلاثة شباب يتأبط كل منهم ذراع الآخر وأدهم يقول لرفاقه بصوت مرح " لو وقعت إوعو ترجعو أنا دمي ميروحش هدر " فيرد عليه أصدقاؤه " آمين يا صاحبي " فبادرتهم بالقول " بعد الشر عنكم يا شباب وخلو بالكم من نفسكم " رد علي أحدهم" ياحنا ياولاد الكلب دول ف البلد دي ويا نعيش بكرامه يا بلاش ... ابتسمت وأكملت طريقي وغابو عن نظري بسبب كثافة الغاز الذي كانت تطلقه ميليشيات الداخليه.
مساء نفس اليوم هاتفني بعض الأصدقاء للذهاب لمشرحة زينهم لمتابعة الإجراءات التي تتخذها النيابة اثناء معاينة جثامين الشهداء وبعد شد وجذب فوضني بعض الأهالي لحضور معاينة الجثامين بدلا منهم وقد كان .... فوجئت بالثلاثة شباب اللذين قابلتهم علي مدخل شارع محمد محمود جثثا هامدة داخل المشرحة ومصابين إصابات وحشية وباعتباري من مرتادي المشارح فلقد حاولت التعامل مع الموضوع باعتباره شئ وارد وابتسمت ابتسامة امتنان لهؤلاء الأطهار وغادرت المشرحة إلي ميدان التحرير .... لم أكن أنتوي أن أروي تلك الماساة التي قد لا تصادفونها أبدا طوال حياة اي منكم ...
واليوم فوجئت بنا جميعا متخبطين وعاجزين عن الوصول لقرار يوحد كلمة ميدان التحرير ..هذا يتحدث عن مؤتمر صحفي للبرادعي وغيره من مرشحي الرئاسه باعتباره حقيقة وآخر يتحدث عن كونه إشاعه وآخر يتباري مع محدثه حول أهمية حكومة الإنقاذ واستبعاده لأية جدوي من وجود مجلس رئاسي مدني ...وآخرين يتحدثون عن تهديد ووعيد الإخوان إذا تم الاتفاق علي أي شئ من شأنه تأجيل الإنتخابات وما إلي ذلك من ترهات الساسه ومتعاطيها ...
السياسة يا ساده هي فن الممكن بينما الثورة هي فن المستحيل ولذا يضحي الثوار بحياتهم عن طيب خاطر ويموتون واقفين وبشرف بينما ينبطح الساسه كلما أحسوا بدنو الخطر والفرق بين الثائر والسياسي أن الأول مثل هؤلاء الشباب الأطهار اللذين قدموا أرواحهم عن طيب خاطر أملا في تحقيق حلمهم بحياة كريمة لمن يلونهم بينما السياسي هو ذلك المناور والمفاوض والذي يحب أن يحسب خطواته جيدا حتي لا يتعثر أو تحترق أوراق لعبه ..باختصار يريد أن يربح بأقل قدر من التضحية بينما الثائر يضحي حتي بنفسه في سبيل حلمه ومبدئه بغض النظر عن مكسب محقق من عدمه
آلمني أن دم هؤلاء الشباب لم يضع حدا لهذه المهاترات ولم يقنع ساستنا المبجلين بأننا إزاء ثوره حقيقية من حقنا أن نصبو من خلالها إلي المستحيل إلي الحلم إلي الأفضل علي الإطلاق لا إلي الحلول الوسط أو المتاح .... أفيقوا يرحمكم الله وتوحدوا علي كلمة سواء أيا كانت التحديات والصعاب وليس أمامنا إلا أحد خيارين : إما أن ننجح في تحقيق ما قضي من أجله هؤلاء الشهداء وإما أن نلحق بهم وحسن أولئك رفيقا
أول كومنت
ReplyDeleteالله ينور يا عم مالك
مش ممكن يتفق اصحاب المصالح لانهم بلا مبدا و ممكن يبيعوا اى حد واى حاجة علشان المصلحة ...الرجال حقا هما من حملوا ارواحهم على اكفهم وطاردوا الموت ..و اشباه
ReplyDeleteالرجال بيبحثوا عن توافقات المصلحة
وانا المنى ان هذا هو الحال منذ رحيل المخلوع وتيقنت انه بالفعل للكراسى بريق وشوق غريب ولذا الكل يبحث عن كراسيه ودوره فى المشهد الكبير وطظ فى اى حاجه تانيه...استاذى فكرك وكلمك حاجه محترمه ولا يسعنى سوى ان اؤمن على دعائك واقول امين
ReplyDeleteو الله ما في غير جملة واحده تكفيهم : ربنا يرحمهم و يبقوا مع بعض في الجنة ، و أكيد هناك هيستريحوا أكتر من هنا
ReplyDelete:)
ReplyDeleteمش عارف اقولك إيه غير إننا حننجح بإذن الله نحقق المستحيل الي هو مش مستحيل لأن ربنا معانا ضد المنافقين والافاقين وطالبي الكرسي على جثث الشهداء وبأي ثمن أخر. حننجح وقريب أوي إن شاء الله.
ReplyDeleteأضيف لكلامك موقف أحمد حرارة الذي رأيناه يقود مسيرة صباح يوم الجمعة...حرارة الذي فقد عيناه ولا يبخل أن يضحي بنفسه في سبيل أن يحقق حلم الحرية الذي كان بعيد المنال بينما يخرج البعض في مسيرة لتأليه المجلس ويتهم الاخرون خيرة الشباب بالبلطجة والرغبة في تخريب البلد
ReplyDeleteتسلم ايدكي يا مالك
ReplyDeleteعزيزي مالك
ReplyDeleteهذه هي المعضلة عندي. متي يكف اللاعبون عن تغلبة مصالحهم ويتعلمون أن مصالح الوطن تصب في مصالحهم أيضاً، متي يتعلم هؤلاء أن هذا الوطن إن نهض فسيجنون أكثر من مجرد فائدة قريبة أو مصلحة ع الماشي. متي يكون لاعبو السياسة أصحاب شرف كشرف الثوار ونبل حلمهم . في تونس يبدو حتي الآن أنهم عملوها وندعو لهم بالاكتمال، فمتي يفعلها المصريون. أدعو الله أن يرشدهم. آمين. مع خالص تحياتي وتقديري.
د. محمد زكريا الأسود
ربنا يرحمهم ويجازيهم عنا خير وربنا يحرق كل ظالم ومنتفع وواطى يبيع دمهم بشوية كراسى
ReplyDelete:'(((((((
ReplyDeleteرحمة الله عليهم و على كل شهداء الامة و اعاننا على تحقيق ما حلموا به و جمعنا و اياهم مع النبيين و الصديقين و الشهداء ...... اللهم اسالك شهادة فى سبيلك و الدفن فى البقيع
ReplyDeleteأوجعتنا بعدما هدأ الجرح قليلا
ReplyDeleteنخشى جميعا من المؤامرة التي تحيط بنا ، واذا تعاون الإسلاميون مع الداخلية والمجلس العسكري
فقل علينا السلام
لا بد أن نقف جميعا حتى بعد انتهاء الاعتصام في الميدان من أجل توعية الناس ونشر الثقافة السياسية على قدر ما نستطيع
أحييك يا صديقي وشكرا جزيلا لك
فعلا , لا يحس بها إلا من عاشها بنفسه .. والله انهم لخير من فينا ... يا رب الحقنا بهم وارزقنا الشهادة .. إنت كمان عظيم قوي والله ..
ReplyDelete