"لو مت عايز جنازتي تطلع من التحرير"
كانت تلك هي وصية الشهيد مينا إبراهيم دانيال -25 سنه ...
الزمان : ميدان التحرير .... المكان : صبيحة يوم الحادي عشر من أكتوبر 2011 ننتظر جثمان الشهيد ليصل إلي التحرير لتنفيذ وصيته ، وتتوقف السياره التي تحمل الجثمان في نفس الموضع الذي كان يجلس فيه الشهيد مينا يوم 28 يناير مصابا في كلتا قدميه وذراعيه ويتحرك بصعوبه ونحاول إقناعه بمغادرة الميدان فيبتسم ويرفض مغادرة الميدان
الزمان: مشرحة المستشفي القبطي .... المكان : مساء يوم التاسع من أكتوبر أبحث بجنون عن جثمان الشهيد مينا وسط الجثامين المتراصه داخل المشرحه ... رائحة الموت تزكم الأنوف والصراخ يرتفع من كل الحناجر ودموع الأمهات والآباء تغسل أرض المشرحه ... أكشف الأغطيه البيضاء من علي الجثامين وتفجعني نظرات الشهداء التي تسأل بإلحاح " بأي ذنب قتلت " ، وألتفت يمينا فأجد جثمان الشهيد مينا مسجي علي رخامه بيضاء بكامل ملابسه يزينها ثقب قريب من موضع القلب وبقعة دماء كبيرة تحت رأسه ، رأيت مينا سابقا يزين ملابسه ثقوب ، ورايت دمائه سابقا ... ولكن الوضع يختلف هنا ، فقد اختفت ابتسامة مينا وأغمضت عيناه فما عدت أري نظرات الأمل فيها
الزمان : أمام مشرحة المستشفي القبطي ... المكان : مساء يوم العاشر من أكتوبر
جثمان الشهيد مينا مسجي داخل تابوت خشبي تزينه باقة ورود وصوره من صور الشهيد بابتسامته المميزه ونظراته المفعمه بالأمل ، سيده تحتضن التابوت وتبكي بكاء شديدا ، شقيق مينا تغرق ملابسه دماء مينا من اليوم السابق وقد جفت الدموع من مآقيه وينظر للتابوت غير مصدق ... عدد من أصدقاء مينا يحيط بالتابوت لا شئ مشترك بينهم سوي دموعهم الغزيره .... هتاف : افرحي يا أم الشهيد ... النهارده يوم العيد ... صوت الجموع المحتشده : كيرياليسون..كيرياليسون ... تخرج من بوابة المستشفي الجموع التي كانت بداخلها وينضم إليها آلاف المصريين المنتظرين خروج الجثامين بفارغ الصبر وعلي الأكتاف ثمانية عشر تابوتا يتوسطهم التابوت الذي يحوي جثمان الشهيد مينا في طريقها لكاتدرائية العباسيه
الزمان : داخل المستشفي القبطي ... المكان : مساء يوم العاشر من أكتوبر بصحبة علاء سيف
علاء انت دخلت المشرحه..أيوه وكان معايا ثناء وصممنا نشوف جثامين كل الشهداء ...حرام عليك ثناء متستحملش المنظر
كان لازم نشوفهم كويس وصورهم تتحفر ف دماغنا .... المشهد بشع قوي والشباب اللي ماتوا غلابه وطيبين..هوا البلد دي مبيموتش فيها غير الغلابه ليه ؟
دمعه تأبي السقوط من عيني علاء حفاظا علي رباطة جاشه لحين انتهاء اليوم
الزمان : ميدان التحرير.... المكان : صبيحة الحادي عشر من أكتوبر وسط جمع من أصدقاء مينا ورفاقه في النضال
هتاف : مينا دانيال البطل ... بالرصاص اتقتل
عزيزي مينا يوما ما سنستطيع البكاء عليك بحرية .. لا عزاء قبل الثأر
ReplyDelete