في الفترة الأخيرة ابتدت
تظهر نغمة "غير بريئة" عن وجود بعض الشباب الناشطين سواء في مجال
السياسة أو حقوق الإنسان بيعادوا الشرطة والجيش وعايزين يدمروا البلد وعندهم عقدة
من الشرطة والجيش وبابا وماما وأنور وجدي ......إلخ ، طبعا النغمة دي شرك قبيح
بيستغلوا أي حد في نفسه مرض لمهاجمة أي حد بيحلم بدولة الحرية والكرامة الإنسانية
ولأنه مدخل سهل للتخوين وتفريغ اي كلام من مضمونه بقي لبان في بق أي حد وبحاول إني
أوصل وجهة نظر متكاملة عن الموضوع علشان نقفل الباب داه عن طريق عدة إبهارات
ومفاجآت :
الإبهار الأول : نحن لا
نكره الجيش أو الداخلية ولا عندنا عقد منهم :
بحسب الاصل دول مؤسستين
بيؤدوا مهمة أساسية من غيرها مفيش دولة وهي مهمة حفظ الأمن وحماية حدود الدولة
والمساعدة في تنفيذ واحترام القوانين ، وبالتالي دا دور مهم مينفعش نقلل منه أو
نحقره ، بس بالمقابل بينفع إننا ننتقد ونفضح أي انتهاكات أو تجاوزات بتحصل منهم
لأكتر من سبب أولهم إن دي السلطات الوحيدة المصرح ليها باستخدام القوة والعنف تجاه
المواطنين وبالتالي دايما وبحسب النظرية هما الطرف الأقوي ، ولأن دولة مبارك ترهلت
وبقت تعتمد في وجودها علي الأجهزة الأمنية فالفساد والمحسوبية انتشر في بعض هذه
الأجهزة وزادت معاه انتهاكاتهم وعلي رأسها قضية التعذيب ... ولما جه المعزول مرسي
حاول يحافظ علي بنية الأجهزة دي اللي انحياز أفرادها لفكرة الدولة المصرية زي ما
يعرفوها غلب أي حاجة تانية وابتدينا نشوف ظباط ضد النظام وكمان بيهتفوا ضده لأنه
كان واضح إنه نظام غبي وبالفعل بيشكل خطر علي وجود الدولة المصرية في حد ذاته ،
وفعلا فيه ضباط بيعملوا اللي عليهم سواء جيش أو شرطة ، بس علي صعيد آخر فيه ضباط
مبيعملوش اللي عليهم ، فيه قضايا تعذيب وفيه تلفيق وفيه استعمال قسوة واستعمال نفوذ
ضد مواطنين ، ودا الجانب اللي بيجذب الأنظار باعتبارها قضية خطيرة بس من حيث
المبدأ الكل عارف إن فيه ضباط شرفاء ولهم التقدير والإحترام ، ومن المفهوم أيضا إن
جزء لا يستهان به من موازنة الدولة بيروح للمؤسسات الأمنية ، وإن فيه امتيازات
مالية ضخمة لبعض أعضاء تلك المؤسسات (جريدة الدستور زمان نشرت تحقيق عن مرتبات
مديري الأمن اللي كانت بتبتدي من 180 ألف جنيه وانت طالع) ومع تعاظم المخصصات
المالية للمؤسسات دي فالمفروض ان مردوده يبقي شفافية أكتر وأداء أعلي ودا مش حاصل
لحد دلوقت ، فيه ناس خايفة بجد من خطر ما كان يهدد الدولة المصرية (الإرهاب)
وبالتالي موافقين إنهم يمنحوا للمؤسسات الأمنية تفويض علي بياض وبدون محاسبة أو
مساءلة ، إضافة إلي ناس شايفة إن هيبة الدولة ممثلة في المؤسسة الأمنية اتهزت
ولازم ترجعلها ولازم يلموا العيال بتوع 25 يناير وكل واحد يعرف مقامه وما إلي ذلك
من الترهات .. إضافة إلي وجود شهداء للجيش والشرطة فعلا في الآونة الأخيرة بمعدل
أزيد من معدلات مثلا الفترة من 2000 حتي 2010 ودا أيضا يستدعي تعاطف وتقدير بعض
الناس وأنا منهم ، ولكن دا لا يقدح في أهمية إننا برضه نفضل ضد الإنتهاكات اللي
بتحصل من المؤسسات الأمنية ضد أفراد ، وإنك لما تمنح مؤسسة مصداقية قد لا تكون
أهلا لها يبقي شئ خطر (لاحظ إن مفيش أي شئ ليه علاقة ببنية الداخلية مثلا أو إعادة
هيكلتها اتغير أو اتحقق) وإن وقوفنا ضد الإنتهاكات دي لا ينتقص من أهمية الدور
اللي بيلعبه ضباطها وأفرادها الشرفاء ، ولا ينتقص من قدر شهداء الواجب ، بس لازم
تاخد بالك من شئ ، إن تعرض الضابط مثلا للخطر دا شئ وارد لأن دي طبيعة شغله اللي
هوا اختاره وقد يكون بيحبه وبالتالي مش المفروض ان حضرتك تدافع عنه لأن المفروض هو
العكس ، بينفع تشجعه من غير أفورة أو من غير ما تخلي الموضوع يمشي ف سكة السيد
والعبد ،
الإنبهار التاني : مش
المفروض إن مؤسسات ونشطاء حقوق الإنسان يشتغلوا مثلا في قضايا قتل وإصابة الجنود
والضباط :
آه والله زي ما بقوللك
كده ودا لا ينتقص من تقديرنا لتضحيتهم أو احترامنا ليهم شئ ، ليه بقي ؟؟ لأنك
المفروض بتشتغل علي الحقوق المنتهكة في حال إن الدولة غضت الطرف عن الإنتهاكات
فيبقي السؤال : هل لما ضابط يستشهد الدولة بتطنش ؟؟ بتسيب المتورطين ف قتله ؟؟
بتضيق علي أهله ؟؟ بيضحكوا عليهم في حقوقه الأدبية والمادية ؟؟ الإجابة لاء فيبقي
إذا مفيش داعي للتدخل ولا لإن أي حد يبتزك لما تيجي تندد بانتهاك فيقوللك :
"وانت فين لما الظباط بيموتو وللا انت بتاع مش عارف إيه بس" لأن دي
فرضية مش منطقية ، وعموما ثق تمام الثقة إن لو ضابط حصل انتهاك لحقه ف التعبير عن
رايه مثلا أو في أي حق من حقوقه وطلب مساعدتنا برضه هنساعده ودي حاجة حصلت قبل كده
بالفعل
الإنبهار التالت : مش
طبيعي ان الظباط يشتغلوا بمنطق العصبجية وبدافع عن صاحبي وكده :
ليه بقي لأنك ممثل للسلطة
ولأنك مصدرلنا نفسك باعتبارك مصدر معلومات قد تكون مضروبة بس إيحاءاتك للناس بإنك
مصدر مطلع بيخليهم يصدقوك في حين إن معظم اللي بتقوله مجرد تخمينات بتستخدمها مثلا
لتشويه شخص أو لمهاجمته أو للدفاع عن ظابط زميلك بمنطق القبيلة ودا شئ غير أخلاقي
وبيتعارض مع واجبات مهنتك ،لأنك المفروض رجل قانون المفروض تنتظر لحد التحقيق ما
يخلص وإن روايتك أو رواية صاحبك مهياش محل ثقة في المطلق وإلا فمالهاش لازمة
النيابات والمحاكم وعلي النقيض من حق الشخص المظلوم إنه يصرخ ويشتكي "لا يحب
الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم".. واخدلي بالك ؟؟
وبالتالي انتقادنا أو
مهاجمتنا لأي انتهاك مينفعش يتقال عليه "غل" لأن دا مش حقيقي ومينفعش
يتقال عنه "حقد وغيرة" لأني عالأقل ومتأكد إن فيه ناس كتير زيي مبنحقدش
علي الظباط ومعندناش أسباب للحقد عليهم خالص سواء داخلية أو جيش : أنا مثلا عندي
خال اصيب ف 67 وخال استشهد في 73 غير إني أحظي بصداقات محترمة سواء من ضباط الجيش
أو الشرطة وبالتالي خلافنا مش خلاف شخصي .. خلافنا مع مؤسسة فيما يتعلق بسياستها
تجاه انتهاكات قد ترتكب من أعضائها أو التحقيق والمساءلة وما إلي ذلك ، وثالثا ودا
المهم وأنا عارف انها حاجة صادمة : مش مطلوب مني لما أنتقد أداء ظابط مثلا إنك
تقوللي طب ماتروح مكانه لأني مثلا خريج حقوق وعلي أيامنا حقوق مكانش فيها قسم حرس
حدود أو أمن مركزي ، دا شغله وهوا بيؤدي شغله عرضة للإنتقاد وعرضة أيضا للتقدير
وكمان معرض لأخطار وهو عارف ودا شئ بنقدره بس برضه لا نقدر انتهاكه أو ظلمه لإنسان
بلا ذنب أو لمجرد الإشتباه أو لأن شكله مش عاجبه ودي نوعية للأسف موجودة ومحدش
يقدر ينكر وجودها ، وأخيرا بقي وصدق أو لا تصدق ضباط الشرطة مثلا كشفت آخر الأبحاث
العلمية إنهم بشر زينا مش ملايكة منزهين عن الخطأ وإن منهم ناس بتخطئ وناس بتصيب
وناس بتكدب وناس بتقول الحق وناس شاطرة وناس فاشلة وهكذا ،
إلي اللقاء في انبهارات
أخري J
كلام جميل ومحترم ,,بس انت مقولتش كده ,انت عملت تويتات كلها نفسنه وحقد طبقى على الضباط ,غير انك قلت ان شغلتهم يموتو والى مش عاجبه يشتغل كاشير ,,وكأن الجنديه مش رساله وتماديت وقلت ان عادى الضباط يتشتمو !!
ReplyDeleteانت بتحامى لصاحبك الى مش ممكن يكون يعنى اتقبض عليه بالقصد لكن لانه فعلا قليل الادب
ضيف انبهار : انكو حاطين الثورجيه فوق القانون
وانبهار اخير انك بتكتب ف تدوينتك الى مش ف قلبك ولا بيبان ع لسانك يا مالك
صدمت ناس كتير فيك
الإنبهار الرابع بقي : حقد طبقي ازاي يعني ؟؟ انتي صدمتيني ف أعز ما أملك :) .. وآه بجد هعمل إيه مخاطر مهنتهم اللي اختاروها أحدها الموت دي حقيقة مش رأي .. صاحبي لو مظلوم مش هدافع عنه بالباطل ، الثورجية مهماش فوق القانون بالمناسبة ومحدش طلع دين أمه وبالقانون ف البلد دي غيرهم ... أما عن صدمة الناس فيا فمصيرهم طبعا يرتبطوا بحد غيري وينسوا :P
ReplyDeleteكلام محترم وموزون ويوضح ان فى كتير من النشطاء والحقوقيين ليس لديهم عقدة دوجمائية من الجيش والشرطة لكن هناك البعض لديهم شطط فى التفكير ، وينبغى على المتحدث عن الحقوقيين ان يفرق بين الغث والثمين
ReplyDelete