Friday 24 August 2012

هعارضه لما يغلط

عبارة كثيرا ما تسمعها من البعض بخصوص موقفهم من مرسي … كثيرا ما حاولت استيعاب تلك العبارة لكنني لم أفلح يوما في استيعابها أو فهم المنطق المبنية عليه ….
بداية أنا لست أحسب نفسي مثقفا لكني متأكد أن هناك من هم أجهل وأتفه وأكثر تسطيحا للأمور مني
هعارضه لما يغلط :
لم ولن أتمكن يوما من اعتبار أن تلك الجملة يمكن أن تكون بخصوص رئيس جمهورية أو نظام سياسي ما وأول ما يتبادر إلي ذهني هو أن صاحبها يتحدث عن : جوز أمه
جوز أمك يمكن أن تحبه ويمكن أن تكرهه ويمكن أن تقبل منه بعض التصرفات وترفض البعض الآخر حتي تستقيم حياتك معه لا سيما وأنك يوما ما ستتركه أو ستتركه أمك أو يتوفي الله أحدكم .. أما بخصوص رئيس الجمهورية أو النظام السياسي فالموضوع أعمق من ذلك ، لو فرضنا أن حضرتك يساري وأن النظام الحاكم صاحب أيديولوجية رأسمالية مثلا فالمفترض أن معارضتك له قائمة علي أنك ضد هذا النظام وأنك لا تري فيه عدلا وأن كل ما يقوم به هذا النظام من أفعال إنما هي لتقوية دعائمه وحفاظه علي السلطه ومصالح رجال أعماله أطول وقت ممكن ، ولو فرضنا أنك علماني ضد نظام ديني فهذا يعني بالضرورة أنك ضد الأساس الذي قام عليه هذا الظام من الأساس وبالتالي فجملة : “ هعارضه لما يغلط"لا محل لها من الإعراب ، لأن النظام أي نظام في الدنيا لا يمكن أن يتخذ من الإجراءات أو يأتي من الأفعال ما يمكن معارضيه منه أو ما يضعف من قوته أو ما يلبي رغبات معارضيه " علي الأقل عن قصد"وإلا ما وجدت المعارضه ولا عرف تاريخ العالم كلمة ثورة
هل يمكن أن نعتبر أن النظام السياسي مثله مثل وجبة الكومبو ؟؟ فتتعامل معه بطريقة : لن أشرب البيبسي ولكني سآكل البطاطس ؟؟
بالطبع لا : فالنظام السياسي القائم علي أيديولوجيه مختلفه معك هو عبارة عن حزمة من الإجراءات والقناعات لها وظيفتان :
الأولي : تقوية دعائم حكمه
الثانية : القضاء علي معارضتك له
وبالتالي فأنت إما معارض وإما مؤيد …
ويجب أن تدرك جيدا أن أي خطوات تقدم عليها السلطة تراها إيجابية هي ليست منة بل هي حق مكتسب ومنتزع من فم السلطة لإرضاء الجماهير أو استجابة لضغطهم أو تسكينا لغضب شعبي ..إلخ لن تتردد يوما في نزعه منك إذا أوليتها ظهرك
تشجيع اللعبة الحلوة في السياسة :
ربما يكون ألقي بك القدر في مصاف السياسيين أو وضعتك الرياح في مصاف النخبة أو وضعك حظي العثر في مصاف من يجيدون القراءة والكتابه ، ولكن التعامل مع مشاكل المجتمع الناجمة عن ممارسات نظام ما هل يكون بنظام البنط أو البونوس؟؟ بمعني أنك تصفق للرئيس في قرار تراه ظاهريا إيجابي أو تنظر إليه بعين بنت أختك الصغيره ؟؟ وتلعنه في حالة أو حالات أخري ؟؟ سؤال صعب ولكن دعنا نضرب مثالا من الواقع :
أولا :مرسي أقال طنطاوي وعنان من منصبيهما … أنت تكره طنطاوي وعنان كرهك لذبابة التسي تسي .. فصفقت لمرسي وقلت برافو … قام مرسي بتطهير المؤسسة العسكرية … قرار جرئ .. رئيس ثوري … لم أندم علي انتخابك يا مرسي
ثانيا : مرسي استبدل قيادات الجيش أعضاء المجلس العسكري بأعضاء من نفس المجلس العسكري المسئول بالتضامن كهيئة عن كل خطايا وجرائم السلطه التي وقعت منذ يوم 11 فبراير وحتي وقت إقالته.. مرسي كرم طنطاوي وعنان ومنحهما أرفع وسام مصري … دم محمد محسن ومينا دانيال وغيرهما في رقبة من ؟؟ … مرسي يقوي دعائم نظامه في الحكم ..حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي
إذا حدثني عن مشاعرك ؟؟ مؤيد أم معارض ؟؟ مسرور أم مغتاظ ؟؟
أسمع أحدهم يقول لي : طب إنت بقي يا فلوطه كنت عايزه يعمل إيه ؟؟ كنت عايز طنطاوي وعنان يكملوا ؟
بالطبع لا ، فأنا أريد محاكمة أعضاء المجلس الموقر جميعا ومواجهتهم بجرائمهم بدلا من نعتهم بحماة الثورة وأن تعاد هيكلة المؤسسة بكاملها استنادا لقوة الشارع الثوري وأن تنزع مصانع مكروناتها وشيكولاتاتها وبابا غنوجها وتعاد إلي المالك الأصلي لها وهو الدولة .. وبالطبع لأن ذلك قد يهدد دعائم نظام مرسي وقد يتسبب في فقدان سيطرته علي المؤسسة التي سوف يحكمها-وقتها- القانون وليس الرئيس القائد فهو لن يفعلها .
هذا مثال عملي أطرحه علي أصحاب نظرية : هعارضه لما يغلط وأرجو منهم أن يجيبوني :)
تحكي الأسطورة عن أنه كان هناك نظاما يقول مصر مش تونس فحدثت ثورة في مصر كمثيلتها في تونس وعندما سيطر الإسلاميين علي الحكم في تونس بعد الثورة وظهرت تيارات أصولية متشددة ظهرت أسطورة أن مصر أيضا مش تونس .. وحين فوجئنا ببعض جرائم التيارات المتشددة (كطالب السويس رحمه الله مثلا ) قالوا لنا أن الشعب المصري غير الشعب التونسي ولن يقبل بتكرار مثل هذه الأفعال .
وتأتينا الأسطورة الثانية : مصر مش إيران … الخميني غدر بمعارضيه أول ما مسك الحكم بس مرسي كان عايز يعين نائب يساري .. طبعا بغض النظر عن المغالطات التاريخية أحب أقول لحضرتك أنه قبل مرور مائة يوم علي مرسي في الحكم : ظهر علينا بعض أساطين جماعة مرسي ينعت اليسار بالممول وخدام السلطه ..إلخ …وظهرت فتاوي إهدار دم المعارضين أيا كانت انتماءاتهم … مصر مش إيران ها ؟؟
وتأتينا الأسطورة الثالثة : الرئيس مرسي رئيس لكل المصريين وليس له علاقة الآن بجماعة الإخوان … فعلا بدليل أنه راض ببقائها كجماعة بدون وضع قانوني ، وأن جميع أعضائها يتحدثون باسم مؤسسة الرئاسة ، وأنهم منبرون في الدفاع عن كل صغيرة وكبيرة يأتيها مرسي ، وأنهم ممثلين في الحكومة وفي مؤسسة الرئاسة وأنهم يتولون كافة الحملات الشعبية التي يطلقها الرئيس ..مصادفه ؟؟
إذا كان عقل حضرتك الباطن أو الظاهر أو كليهما يرفضان الربط بين مرسي وبين الإخوان فأعتقد أن لديك مشكلة ما ، وإذا سلمنا بأن مرسي وجماعته كل لا يتجزأ فيكفي لاستشراف نوايا مرسي تجاه المعارضة والثورة والثوار أن تحاول أن تستذكر موقف الإخوان قبل أن يصبحوا في السلطة من أحداث محمد محمود وموقفهم بعد أن أصبحوا في السلطة من أحداث مجلس الوزراء ووزارة الداخلية …. هتعارضه لما يغلط ؟؟
- ما رأي حضرتك في بقاء معظم أعضاء مجلس مبارك العسكري في أماكنهم وترقية البعض الآخر وتكريم عدد منهم ؟؟
- ما رأي حضرتك في حكومة يشكل الفلول جزءا منها ؟؟
- ما راي حضرتك في التعامل الأمني مع المحتجين علي انعدام أو نقص الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وخلافه ؟؟
- ما رأي حضرتك في برنامج المائة يوم التي لا يعلم إلا الله متي يبدأ ومتي ينتهي ؟؟
- ما راي حضرتك في أخونة الصحافة القومية ومنع مقالات كتاب بقامة وقيمة ابراهيم عبدالمجيد وعبلة الرويني ويوسف القعيد ؟؟
- ما رأي حضرتك في قرض صندوق النقد الدولي ؟؟
- ما رأي حضرتك في غلق القنوات ومصادرة الصحف أيا كانت ؟؟
- ما رأي حضرتك في تعامل رئيس وزراء مرسي مع مشكلة رملة بولاق ؟؟
- ما رأي حضرتك في تهمة الفلولية المجهزة لكل من يجرؤ علي معارضة السيد الرئيس أو انتقاده ؟؟
- ما رأي حضرتك في طريقة عمل وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي يملك الرئيس الآن تقويمها؟؟
- ما رأي حضرتك في خطب الرئيس التي تنهال علينا من المساجد مخاطبا فيها إخوته في الله أو أهل السنة والجماعة و:ان مصر ليس بها مسيحيين مصريين ؟
ممكن أسألك سؤال ؟؟ هوا حضرتك من بتوع إدوله فرصة ؟؟ طب حضرتك ناوي تعارض فعلا ؟ طب انت جاي تعارض وللا جاي تهرج ؟؟
تحياتي :)



1 comment:

  1. رائع جدا لكن ادينى حلول

    ReplyDelete