في بداية حضوري التحقيقات مع ناصر أبو عمرة احد المتهمين الرئيسيين في قضية
حزب الله كنت أندهش من صراحته التي تصل لحد البله واعترافاته امام وكيل
نيابة أمن الدولة وتطوعه لإضافة معلومات جديدة للتحقيق لم تطلب منه وكنت
أعجب من تفاؤله وهدوئه ومزاحه مع المحقق وكنت اتعصب وأدب الأرض بقدمي وألعن
اليوم الذي قررت فيه الحضور إلي جوار هذا المتهم الذي يقدم رقبته لحبل
المشنقة طواعية ولكنني بدأت التعود علي اسلوبه الغريب وشدني احترام المحقق
الشديد له وكنت أقول له مازحا ان ناصر من حقه جائزة المتهم المثالي وكان
يرد علي بأنه راجل جدع واثناء التحقيقات جري اجراء لمواجهة ناصر بمتهم آخر
هو محمد رمضان "شاب استشهادي فلسطيني لم يتجاوز الثامنة عشرة " حيث دخل
محمد إلي غرفة التحقيق مطأطئ الرأس فقام إليه ناصر واحتضنه بشده وقال له
ارفع رأسك فنحن لم نفعل ما يشين ورد عليه محمد قائلا انا كنت خارج من بيتنا
أستشهد مش يتقبض عليا وأنا كده ما بخدمش القضية قالله ناصر انت عملت اللي
عليك وما تزعلش وتدخل وكيل النيابة القادم مع محمد قائلا ارفع راسك يا ابني
انتو رجالة واحنا بنحترمكم عالأقل انتو كنتو بتخدمو بلدكو وقضيتكو مش زي
المعفنين (يقصد بعض المتهمين المصريين في القضية) اللي كانو واخدينها سبوبة
والله احنا مكسوفين منكم واعترض ناصر علي كلام ذلك المحقق مشيدا بجدعنة
المصريين وشهامتهم وحكي ما بدر من احد الأطباء بمستشفي الشرقية الذي ما ان
علم بجنسية والدة ناصر حتي تنازل عن أجر اجراء عملية جراحية لها كاملا
واستمر الأمر علي هذا المنوال حتي جلسة التحقيق النهائية مع ناصر وعندما كان ناصر يواجه ببعض الأحراز التي لا علاقة لها من قريب او بعيد بالقضية وبالإتهامات الموجهة إليه كان من بينها خريطة كانت معلقة بغرفة نومه ممزقة من جراء نزعها بغباء من علي الحائط فإذا بناصر يمسكها متأثرا وحزينا ويطيل النظر فيها حتي أنها شغلته عن أسئلة المحقق تماما حتي ظننت أنه غاص فيها فسأله المحقق عن سبب انشغاله بتلك الخريطة تحديدا فأجاب أنها عزيزة عليه جدا وأنها خريطة تحكي تاريخ تهجير العائلات الفلسطينية من أراضيها ومنها عائلته (عائلة أبو عمرة) وأنه كان قد جلبها من فلسطين وأنه لا يوجد مثلها الآن فمن الذي مزقها بهذه الطريقة وعندما بدأ المحقق يواجه ناصر بالإتهامات الواردة بمحضر تحريات مباحث أمن الدولة والذي يتضمن ضلوعه في التخطيط لعمليات ارهابية داخل مصر واستهداف السياح الأجانب في سيناء وضلوعه في تأليب البدو علي قوات الأمن في 2007 وتخابره مع جهة أجنبية بقصد الإضرار بأمن البلاد فإذا بناصر يتجهم وتتغير ملامح وجهه ويستنكر ما يسمعه من المحقق بشدة ويقول ( ايش هادا اللي بتجوله انا اعمل متل هيك في مصر والله ما بيصير انت أكيد ما بتقصدني ) فيرد المحقق والله يا ناصر مش أنا اللي بقول كده دا الضابط بتاع أمن الدولة فيرد ناصر (الكلام هيدا مش صحيح وانا بحب مصر زي فلسطين وابدا ما اقدرش اعمل حاجة تضرها او تضر اهلها) وفوجئت بأن عينيه مغرورقتان بالدموع ويقول و الله انا ما فكرت في مثل هيدا الكلام هيدا عار انا كل اللي عملته اني كنت بساعد أهلي في فلسطين زي ما حكيت في التحقيقات وهيدا مش جريمة وانسالت دموعه غزيرة أحسست بها تحرقني وتحرق المحقق الذي اصابه الحزن من رد فعل ناصر وترقرقت عيني زميلي المحامي مصطفي الحاضر معي التحقيقات بالدموع فاستأذنت المحقق وقمت بتقبيل رأس ناصر وقلت له احنا كمان فخورين بيك ومش مصدقين الكلام ده قاللي هوا الكلام ده اتنشر في الجرايد فأومأت برأسي أن نعم فقال دي أمي تموت فيها لو سمعت الكلام ده فلم اشا أن أقول له ان امه بالفعل تحتضر بسبب صدمتها مما تنشره جرائدنا القومية الغراء وأبلغته أن أمه بخير وأنها فخورة به حتي أنها هي التي أوصتني أن أطبع علي رأسه هذه القبلة ولم يساعد ذلك في التخفيف من حزنه بل زادت دموعه وساءت حالته النفسية ،
فهل هذا جزاء من يخدم قضية مثل القضية الفلسطينية ، ان دموع ناصر التي انسالت من عينيه عند علمه بأنه متهم في الإضرار بأمن مصر لهي خير دليل علي أن من يضر بأمن مصر هم حكومتها وصحافتها الصفراء الذين لا يطرف لهم جفن بسبب الذين يموتون يوميا من الجوع والفقر وضحايا الإنتهاك والتعذيب والأموال التي تهرب إلي خارج البلاد بالمليارات ومؤخرا الغاز الطبيعي الذي صدرناه بكل خزي لإسرائيل ومطاردة كل من تسول له نفسه خدمة القضية الفلسطينية التي حملناها علي أعناقنا علي مدي عقود عدة وأنهم هم الإرهابيين وليس ناصر كما وصفوه ، ان ما حدث لأم ناصر بسبب ما نشر في صحفنا الملعونة لهو جريمة تستوجب اعتذار ثمانين مليون مصري لها ولناصر ولا أدري لماذا يجول بخاطري الآن هتافاتنا لحسن نصرالله وتهليل صحافتنا له وقولنا يا نصرالله يا حبيب اضرب تل أبيب وعندما نعلم أنه استجاب لهتافنا فإذا بي أفاجأ بأننا ننعته بالإرهابي هو ومن ساعده بالذمة احنا مش عالم زبالة نهتف ونغني ونتمني من الله ان يساعد فلسطين وأن يمكننا من مساعدتها وعندما نجد من يفعل ذلك باستخدام أرضنا التي لم نستطع أن نستفيد منها بشئ سوي أننا فتحناها ريسبشن للصهاينة نقول عنه أنه ارهابي وخاطئ.
واستمر الأمر علي هذا المنوال حتي جلسة التحقيق النهائية مع ناصر وعندما كان ناصر يواجه ببعض الأحراز التي لا علاقة لها من قريب او بعيد بالقضية وبالإتهامات الموجهة إليه كان من بينها خريطة كانت معلقة بغرفة نومه ممزقة من جراء نزعها بغباء من علي الحائط فإذا بناصر يمسكها متأثرا وحزينا ويطيل النظر فيها حتي أنها شغلته عن أسئلة المحقق تماما حتي ظننت أنه غاص فيها فسأله المحقق عن سبب انشغاله بتلك الخريطة تحديدا فأجاب أنها عزيزة عليه جدا وأنها خريطة تحكي تاريخ تهجير العائلات الفلسطينية من أراضيها ومنها عائلته (عائلة أبو عمرة) وأنه كان قد جلبها من فلسطين وأنه لا يوجد مثلها الآن فمن الذي مزقها بهذه الطريقة وعندما بدأ المحقق يواجه ناصر بالإتهامات الواردة بمحضر تحريات مباحث أمن الدولة والذي يتضمن ضلوعه في التخطيط لعمليات ارهابية داخل مصر واستهداف السياح الأجانب في سيناء وضلوعه في تأليب البدو علي قوات الأمن في 2007 وتخابره مع جهة أجنبية بقصد الإضرار بأمن البلاد فإذا بناصر يتجهم وتتغير ملامح وجهه ويستنكر ما يسمعه من المحقق بشدة ويقول ( ايش هادا اللي بتجوله انا اعمل متل هيك في مصر والله ما بيصير انت أكيد ما بتقصدني ) فيرد المحقق والله يا ناصر مش أنا اللي بقول كده دا الضابط بتاع أمن الدولة فيرد ناصر (الكلام هيدا مش صحيح وانا بحب مصر زي فلسطين وابدا ما اقدرش اعمل حاجة تضرها او تضر اهلها) وفوجئت بأن عينيه مغرورقتان بالدموع ويقول و الله انا ما فكرت في مثل هيدا الكلام هيدا عار انا كل اللي عملته اني كنت بساعد أهلي في فلسطين زي ما حكيت في التحقيقات وهيدا مش جريمة وانسالت دموعه غزيرة أحسست بها تحرقني وتحرق المحقق الذي اصابه الحزن من رد فعل ناصر وترقرقت عيني زميلي المحامي مصطفي الحاضر معي التحقيقات بالدموع فاستأذنت المحقق وقمت بتقبيل رأس ناصر وقلت له احنا كمان فخورين بيك ومش مصدقين الكلام ده قاللي هوا الكلام ده اتنشر في الجرايد فأومأت برأسي أن نعم فقال دي أمي تموت فيها لو سمعت الكلام ده فلم اشا أن أقول له ان امه بالفعل تحتضر بسبب صدمتها مما تنشره جرائدنا القومية الغراء وأبلغته أن أمه بخير وأنها فخورة به حتي أنها هي التي أوصتني أن أطبع علي رأسه هذه القبلة ولم يساعد ذلك في التخفيف من حزنه بل زادت دموعه وساءت حالته النفسية ،
فهل هذا جزاء من يخدم قضية مثل القضية الفلسطينية ، ان دموع ناصر التي انسالت من عينيه عند علمه بأنه متهم في الإضرار بأمن مصر لهي خير دليل علي أن من يضر بأمن مصر هم حكومتها وصحافتها الصفراء الذين لا يطرف لهم جفن بسبب الذين يموتون يوميا من الجوع والفقر وضحايا الإنتهاك والتعذيب والأموال التي تهرب إلي خارج البلاد بالمليارات ومؤخرا الغاز الطبيعي الذي صدرناه بكل خزي لإسرائيل ومطاردة كل من تسول له نفسه خدمة القضية الفلسطينية التي حملناها علي أعناقنا علي مدي عقود عدة وأنهم هم الإرهابيين وليس ناصر كما وصفوه ، ان ما حدث لأم ناصر بسبب ما نشر في صحفنا الملعونة لهو جريمة تستوجب اعتذار ثمانين مليون مصري لها ولناصر ولا أدري لماذا يجول بخاطري الآن هتافاتنا لحسن نصرالله وتهليل صحافتنا له وقولنا يا نصرالله يا حبيب اضرب تل أبيب وعندما نعلم أنه استجاب لهتافنا فإذا بي أفاجأ بأننا ننعته بالإرهابي هو ومن ساعده بالذمة احنا مش عالم زبالة نهتف ونغني ونتمني من الله ان يساعد فلسطين وأن يمكننا من مساعدتها وعندما نجد من يفعل ذلك باستخدام أرضنا التي لم نستطع أن نستفيد منها بشئ سوي أننا فتحناها ريسبشن للصهاينة نقول عنه أنه ارهابي وخاطئ.
مالك عدلي
في 19 أبريل 2009
No comments:
Post a Comment