Thursday, 2 February 2012

أنس


فقط رأيت ابتسامته فأحببته وأحسست كأني أعرفه ... نعم أنا أعرف هذا الوجه وأعرف تلك الإبتسامه ... برئ ...مرح ... ذكي ...محب للحياة ... أنس قتل ... فارق الحياة وهو لم يتعدي الخامسة عشر من عمره ... كيف قتل ؟ لا أعلم ..ربما قتلته ضربة في رأسه وربما داست عليه الأقدام وربما ألقي به من أعلي لكني متأكد من المعاناة التي أحس بها .. تري هل تساءل أنس عن هوية قاتليه ؟ هل قال لنفسه أنه من غير المعقول أن ما يراه يحدث علي يد آدميين ؟ هل تألم كثيرا قبل أن تفيض روحه ؟ هل كان يعلم أنه خرج ليشجع ناديه المفضل وأنه ربما لا يعود لأحضان أمه ؟؟ ... هل كانت أمه منهمكة في إعداد العشاء لصغيرها وتدندن أغنية من أغانيها التي طالما غنتها له في انتظار عودته بينما هو يقتل بلا رحمه ؟؟هل سألها أبوه عن رايها في فانلة الأهلي التي ابتاعها له ليحضر بها مباراة فريقه المفضل ؟؟ لا أكاد أصدق عيني ، هل خلق الله كائنا يستطيع قتل هذه البراءه ؟؟ لو كنت قاتلا مأجورا مكلفا بقتله مقابل أموال الدنيا ورأيته لاحتضنته ولقبلت قدميه طالبا منه الصفح لأنني كنت متخيلا أنني يمكنني سلبه ابتسامته .... استشهد ما يربو علي السبعين شابا ... وأنس ... أعلم تمام العلم أن حوادث اشتباكات مشجعي كرة القدم خلفت أعداد أكبر من الضحايا لكن لم يكن من بينهم أنس ... أعلم أن هناك كوارث طبيعية خلفت آلافا من الضحايا لكن لم يكن من بينهم أنس ... أعلم أن الثورات خلفت آلافا من الشهداء لكن لم يكن من بينهم أنس ...أعلم أن الحروب خلفت مئات الآلاف من الضحايا لكن لم يكن من بينهم أنس ... أعلم أيضا أننا في العام 2012 حيث التكنولوجيا ووسائل مكافحة الشغب المتقدمة وحيث حياة البشر تساوي الكثير وأعلم ايضا اننا في مصر وأننا لسنا بهذا العنف وعلي يقين من أنه لا يوجد مصري علي وجه الكرة الأرضية يمكنه أن يفقد أنس ابتسامته .. لكني أعلم أن لدينا عسكر وداخلية ، ذئاب جريحة تسعي للإنتقام من عددا من أنبل الشباب المصري لطالما ساندونا وتكفلوا بحمايتنا من طغيانهم وبطشهم ، لطالما تعاملوا مع قنابلهم المسيلة للدموع ورصاصهم وتلقوه في صدورهم وايديهم وارجلهم بدلا منا وهتفوا بسقوطهم في ملاعب كرة القدم التي طالما جمعتهم ألوفا مؤلفة بدلا من الهتاف لفرقهم التي يعشقونها....أعلم أن أحلامهم نمت وترعرعت في ظل ثورة كانوا من أصحاب الفضل في استمرارها .. أحبونا وساندونا وأحبو وطنهم بعد أن عثروا عليه في الميدان ... ايقنوا أن لهم وطنا وأنه يدعي "مصر" ... حلموا وحلموا وحلموا وحلموا ورأوا حلمهم علي بعد أمتار منهم .. أحرارا ،كراما،مرفوعي الرأس.. هرولوا ناحية الظلم أينما وجد ، حملوا جثمان الشهيد ، شيعوه ، مسحوا علي راس أمه ، تساقطت دموعهم رغما عنهم ، أقسموا ألا يفرطوا في حق الشهيد ، هرولوا ليقاوموا البطش والطغيان أينما وجدا ... لكنهم ما زالوا يحبون لعبتهم وفريقهم المفضل .. لا يمكن أن يتخلوا عن شئ أحبوه ...أغلقت الأبواب ، تحول الهمس إلي صوت جهوري ثم إلي مؤامرات... ثم اقتيدوا إلي حتفهم...سقط الأول والثاني والثالث والرابع والسبعين .... وسقط أنس



5 comments:

  1. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته....ربنا رحيم رحمه من دنيا مريضة
    ربنا يصبر اهله
    جزاك الله خيرا

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    ربنا يرحمه ويصبر اهله على فراقه
    ويجعله مع الابرار الصالحين
    اللهم امين يارب العالمين


    دومتـ بكل الود والحب ..
    معـ تحياتـى الغاليـه ..

    ReplyDelete
  3. الله يرحمه رحمة واسعة ويجعل مثواه الجنة آمين يا رب العالمين
    هو كان بريء وجميل .. بس الكلام اللي انت كتبته مفروض يتكتب على كل الشهداء مش هو بس .. يعني الشباب التانيين برضه ذنبهم إيه ما هم برضه أطهار وقلب أمهاتهم محروق عليهم .. بصراحة ما عجبتنيش جملة " أعلم تمام العلم أن حوادث اشتباكات مشجعي كرة القدم خلفت أعدادا أكبر من الضحايا لكن لم يكن من بينهم أنس ... أعلم أن هناك كوارث طبيعية خلفت آلافا من الضحايا لكن لم يكن من بينهم أنس " .. ما عجبتنيش لأن كل الأرواح متساوية في حقها في الحياة وكل الضحايا لهم أهل بيحبوهم وكانوا أطفال أبرياء زي أنس .. واللي يقتل طفل زي اللي يقتل شاب زي اللي يقتل عجوز عنده 100 سنة .. وللأسف قتالين القتله دول ما بيفرقش معاهم حاجه حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم

    ReplyDelete
  4. .ربنا يرحمه , بأذن الله حقه مش هيروح هدر

    ReplyDelete
  5. دموعى نزلت مرتين مرة لما قرات كلامك ومرة لماافتكرت انس مات ازاى مات مخنوق وايديه ورجليه مكسورين الرعب والالم اللى شافه قبل ما يموت يقولنا ان ب
    ينا وحوش ويقولنا لازم القصاص

    ReplyDelete