Sunday 15 May 2011

محسن


يوم 28 يناير وانا واقف ف ميدان التحرير عند الجامعه الأمريكيه بصيت عالشاب اللي واقف جنبي .. لفت انتباهي صغر سنه وملامحه المصريه قوي ، شعر مجعد وبشره قمحيه اقرب للسمار وبيهتف بحماس ملفت وصوته رايح من كتر الهتاف ، لقاني ببرقله قاللي فيه حاجه يا كابتن قلتله انت مش صغير شويه علي انك تبقي هنا ؟ قاللي اتصدق عيب عليك يا هندسه .. هوا انا مش مصري وللا ايه ؟ مفيش حد هنا احسن من حد علي فكره ومفيش النهارده صغير ولا كبير بقوللك ايه معاك سيجاره ؟ اديته سيجاره شد منها نفسين وقاللي اتصدق بالله ؟ أنا شفت في البلد دي مرار قد راجل عنده 40 سنه وعالم مالهاش لازمه كل يوم تقل قيمتنا وحاجه قرف ... قلتله أهلك عارفين انك هنا ؟ قاللي هوا فيه حد النهارده أهله هيسألو عليه ؟ أي واحده عندها عيال ومخبياهم تبقي مخلفتش رجاله بصيتله وضحكت وقلتله خللي بالك من نفسك وما تروحش يمة وزارة الداخليه علشان فيه ضرب نار .. قاللي يا باشمهندس الأعمار بيد الله ..انت خايف وللا ايه ؟ قلتله مش خايف ع نفسي بس خايف عليك .. قاللي انا مبسوط علشان كل واحد يقابلني يقوللي انه خايف عليا ، قبل كده فيه ناس كانت بتبصلي كأني جربه ولو مت النهارده مش هزعل .. مش احنا بنعمل حاجه صح ؟ قلتله طبعا دي بلدنا ومستقبلنا ... قاللي ربنا يوفقنا ... بعدها سمعنا صوت ضرب نار اتلفتنا علشان نعرف الضرب جاي منين وهوا اتحرك خطوتين جنبي وفجأه لقيته وقع عالأرض فوطيت عليه لقيته بيبتسم ومبيتكلمش وانا مش عارف ايه اللي حصلله ، لقيته واخد رصاصه في جنب دماغه الشمال (معرفش ساعتها انها رصاصه ) شلته انا وكام شاب واقفين ورحنا المستشفي الميداني والدكاتره اللي شافوه قالو انه غالبا عنده نزيف داخلي شديد ومش هيكمل ، حاولت الاقي ف جيوبه بطاقه او كارنيه او موبايل بس مالقيتش .. قفلت عينيه بإيديا وبقيت مش شايف قدامي ... الولد داه عمري مهنساه وحازز في نفسي اني متعرفتش عليه أكتر ولا عرفت اسمه حتي بس شكله ابدا مبيفارقنيش وهوا واقع عالأرض وبيبتسم ... عينيه كانت بتقول كلام كتير كان نفسي اسمعه منه ..
تاني يوم جاني في هشام مبارك واحد ومراته بيسألو ع ابنهم 16 سنه واسمه محسن وكان في التحرير ومارجعش ولا لاقيينه وعرفو ان في ناس ماتت وقلقانين عليه .. الطبيعي اننا كنا بنطلب من الناس صوره للمفقود او وصف ليه وكان معاهم صوره ... شفت الصوره وطلع هوا نفس الشاب .. جريت ع مالك مصطفي حكيتله وسألته اعمل ايه ؟ نصحني اني مقوللهمش دلوقت ... وقلت للناس فعلا اننا اول منعرف خبر عنه هنبلغهم واديتهم تليفوني وأخدت تليفونهم وبعدها بكام يوم اتصلو بيا وقالو انهم لقيوا محسن في المشرحه وابوه قاللي انه علي قد ما حازز فيهم فراقه بس امه نازل عليها سكينه غريبه وبتقول انا لله وانا اليه راجعون وان هيا مبسوطه علشان ابنها مات شهيد ومات راجل وهوا كمان فرحان بابنه .
 الله يرحمه ويرحم كل الشهدا
القصه دي حقيقية بكل تفاصيلها ... ومهداه لتجار الثوره والمتاجرين بدماء الشهداء

1 comment:

  1. ربنا يباركلك يا مالك وعايزين يا ريت المركز يقوم بالتنسيق بين اهالى الضحايا ليكون لهم كيان يجمع نطالبهم ويكونوا جماعات ضغط كل ما تجار الثورة يطلعوا بكلام عن المصالحات يكفينا اننا نخلى الناس الاشراف دى ترد عليهم

    ReplyDelete