Monday, 29 April 2013

عن التضامن والمتضامنين


بتزعل لما واحد صاحبك يتقبض عليه أو يتحبس أو يحصلله مكروه ؟؟ أكيد طبعا لأن دا شئ بشري ولو معملتش كده تبقي قليل الأصل
زمان يوم 30 يناير 2011 كنت مقبوض عليا بواسطة الشرطة العسكرية   http://malekadly.blogspot.com/2012/01/blog-post_30.html، خطيبتي وقتها اللي هيا مراتي دلوقت راحت لزميل بعزه وبحترمه وبيننا وبين بعض ذكريات نضال كتير وقالتله مالك اتقبض عليه ، قاللها بقمة الحكمة اهدي بس إحنا ف ثورة وأكيد فيه ناس هيتقبض عليها وناس هتموت ، مراتي شتمته وسابته وراحت كتبت علي يافطة : الحرية لمالك عدلي وبقت قاعدة بيها ، واللي يشوفها يسألها ويحاول يطمنها بس بجد مكانش فيه حاجة تتعمل .
من جوه المكان اللي كنت محبوس فيه قدرت أكلم زميل عزيز لينا ف التليفون لأن الرسائل كانت مش شغالة وقلتله أنا فين تحديدا وأكدت عليه يطمن الناس ... بس يظهر ف الزحمة نسي وكانت النتيجة ان محدش كان عارف أنا فين ، وبعديها وبسبب إن سالي سامي واسماء صمموا إنهم يعرفوا أنا فين بغض النظر عن اي ظروف ، راح أساتذتي وزملائي خالد علي وأحمد فوزي وأحمد سيف الإسلام ومعاهم زكريا عبدالعزيز لقائد قوة الجيش اللي كانت قدام المتحف والراجل وعدهم بس يعرف مكاني وهيطمنهم ويحل المشكلة ، وطبعا كان مجرد كلام
بعديها راح الزملاء رضا مرعي وطاهر أبو النصر ومحسن بشير وعدد من الزملاء للمنطقة المركزية العسكرية يسألوا عني وقالولهم إني مش موجود علي غير الحقيقة وهكذا
طبعا أنا كنت جوه قلقان بشكل بشع علي خطيبتي وأخويا الصغير اللي ف الميدان وأصحابي وخايف من قلق أهلي من اختفائي وخاصة إن الحركة جوه المنطقة المركزية مكانتش طبيعية ولا تبشر بخير ، المهم يعني لما زهقت والقلق كان بياكلني كلمت والدي واتصرف وبعديها بساعة كنت بره
عمري ما هنسي الكلمة اللي قالها الزميل لمراتي بتاعة إحنا ف ثورة وأكيد فيه ناس هتروح ، ولا الزميل اللي كلمته ف التليفون أقوله أنا فين ومبلغش حد ربما بسبب الزحمة أو إنه نسي ، الله أعلم .... بس ف نفس الوقت قادر ألتمس للناس عذر ومعنديش أي مشاعر سلبية تجاههم بسبب الموضوع داه بس كل أما افتكره بيولد جوايا شعور مرير
طبعا فيه ناس اهتمت ودورت وقلبت الدنيا عليا زي ما واضح وفيه ناس أصلا كانت تعرف أنا محتجز فين ومقالتش وناس حتي ربنا موفقهمش يطمنوا خطيبتي أو يكلموها بشكل مطمئن ولو مش هيعملوا حاجة
وهيا دي حكاية التضامن ... لما الدنيا بتتزحم مبيدورش عليك غير اللي منك ، ولو الدنيا فاضية هتلاقي الناس مبتتأخرش عن تقديم المساعدة لأي مظلوم بغض النظر عن إن هوا معروف من عدمه ، وكمان فيه قضايا التضامن فيها ومتابعتها والتصميم علي إنها تخلص لصالحنا جزء من معركتنا مع النظام ولذلك لما جرعة التضامن فيها تزيد يا ريت منأفورش ونقول معروفين ومش معروفين والكلام الفارغ داه
تخيل طاقة الناس بعد تلت أشهر اتقبض فيهم علي أكتر من 3500 شاب وشابة واشتباكات وشهداء ودم وتشهير وتحقيقات وكفالات ودوخة ، أكيد محتاجين يشحنوا ويرتاحوا ويفصلوا ، مش هنكسب حاجة والناس فاضية من جوه أو وهما متدمرين نفسيا بسبب عدم وجود فرصة لالتقاط الأنفاس ، ودا مبينفيش إننا بيننا شوية نفايات بشرية لا بتتضامن ولا بتبذل مجهود مع حد غير لو كان هيعود عليها بالنفع أو لو كانوا من المشاهير مثلا بس دي مش القاعدة العامة ، ودي ناس متتعاتبش ، بس كمان يا ريت نخفف من حالة الإبتزاز اللي شغالة عمال علي بطال بتاعة : لو كان مشهور كنتو وقفتو معاه ، ولو كان صاحبكم كنتو وقفتو معاه ، ولو كان مش عارف إيه مكنتوش سيبتوه ... علشان دا أسلوب رخيص ، قادر أعذر صاحبه بسبب التياعه مثلا علي صديق أو علي مظلوم بس بجد مش شايف إن دي الطريقة ، الحصان لما يتعب مينفعش تضربه ، ريحه واديله فرصة يلتقط أنفاسه علشان يكمل معاك الطريق ، وكمان يا ريت تاخد بالك إن درجة اهتمام الناس بالقضايا مختلفة ومش لازم كل حاجة انت شايفها مهمة (بغض النظر عن كونها مهمة فعلا من عدمه) يبقي لازم الناس تهتم بيها .

Monday, 8 April 2013

بلدة طيبة ورب غفور


طوال ثلاثين عاما أو يزيد نعيش اشتغالة مفادها أن مصر أم الدنيا ومهد الحضارات وقصص سريالية عن شهامة وكرم وجدعنة وطيبة وتسامح المصريين وأم محمد وام كيرلس اللي ساكنين جنب بعض وبيودو لبعض كحك العيد والعاشورا ....... إلخ
قامت ثورة تنادي بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية ...
الثورة قامت ؟؟ حقا قامت..
رحل الطاغية السفاح ليسلمنا لطاغية سفاح آخر ليستمر النضال ضد الظلم ليرحل الطاغية السفاح الآخر ويأتي من بعده الطغاة السفاحون
-        مبارك كان قاعد علي بكابورت يا بيه واتفتح في وشنا .... هكذا قال لي أحدهم
وهنا مربط الفرس : كنا جميعا تحت نير نظام حقير غذت سياساته القمعية والمفقرة أسوأ ما فينا ، غذت الطائفية والجهل والمكابرة وجعلت عددا ممن كان يمكن أن يكونوا من خيرة شباب هذا الوطن جعلتهم نهبا الجماعات المتطرفة ، ولأننا غير منصفون ولدينا نعرة لم أتمكن يوما من فك شفراتها مفادها أننا أعظم شعوب الأرض
ربما هو نوع من أنواع الكذب المرضي ، تجد المتحرش يتحدث عن العفة ، اللص يتحدث عن الأمانة ، المتطرف يتحدث عن التسامح .... إلخ
-        أنا دلوقتي يا بيه عايز أعرف إحنا مشكلتنا مع مين ؟؟ مع الإخوان وللا الفلول وللا السلفيين وللا بتوع المعارضة وللا الثورة وللا إيه أنا هتجنن ؟؟ (هكذا سألني أحدهم)
الإخوان : مصريون ألقاهم نظام حقير مفقر متخلف طاغي طعاما لجماعة لا يعلم إلا الله ماذا تريد ... ولكن المؤكد أن من وقعوا في براثن تلك الجماعة قد تحولوا إلي روبوتات تفعل ما يملي عليها ، الوطنية بالنسبة لهم ليست الإنتماء لمصر ولكن الإنتماء لتلك الجماعة ، زرعت في أذانهم أسطورة أستاذية العالم ، لقنوهم أن معارضيهم كفار وعملاء ، لا يقرؤون بحرية ولكن بالأمر ، لا يتناقشون أو يتجادلون باستعمال بنات أفكارهم ولكن مما يملي عليهم ، والنتيجة أصبح بيننا وبينهم حاجز زجاجي سميك لا يعلم إلا الله متي يتحطم.... ( لذا نقول عنهم خرفان )
الفلول : مصريون أيضا ولكن من طرز أخري ، منهم من تلذذ بعبودية النظام في مقابل حياة شبه آدمية ، منهم من يخاف علي حياته ومصالحه بالرغم من أنه ليس لديه ما يخسره ، منهم من سيطر عليه جهله وعوزه ، منهم من نذر نفسه لمن يدفع ، وأخيرا فلول الفلول : أصحاب الأموال والأعمال والقصور والعقارات الفاخرة ومن المفهوم أن بعضهم وطنهم الأول هو أرصدتهم لذا فهم لا معارضين ولا ثوار ولا مغامرين ولا يحزنون ، وهناك أيضا اللصوص الذين لا يمكن أن يغامروا بالظهور أو بقول كلمة حق فإصبعهم تحت مطرقة أي نظام
السلفيين : فعلا لا أجد وصفا مناسبا للسواد الأعظم منهم ، بالطبع هم مصريو الجنسية ولكن هل ينتمون فعلا لهذا الوطن ؟؟ أشك ، هل يقبلون الآخر وهل يبجلون الحرية ؟؟ أشك ، ربما يمكنك الرجوع إلي التاريخ الدموي لبعضهم وتصريحاتهم البلهاء عن هدم الأهرامات وحرمة السياحة وإهدار دماء المعارضين وتكفير أي مختلف معهم ولو مذهبيا ، هؤلاء الأشخاص هم قادة التيار السلفي ، لذا : أطلق لأفكارك العنان عن أتباعهم أو المعجبين بهم ومريديهم : أو تخيل عقلية من قيل أمامه أن بشار يقتل السوريين في ليلة القدر فكان رده : لم يثبت أنها ليلة القدر
المعارضين : وهم مصريون أيضا ، تخيل : السيد البدوي ورفعت السعيد مصريين مثلي ومثلك وبالطبع فليس كل معارض ثائر وإنما كل ثائر معارض لذا فهناك معارضين وهناك ثوار ، وهؤلاء المعارضين نذروا نفسهم لشاشات التلفاز والإجتماعات الأنيقة والكراسي ، لم يبرهن لي أحدهم يوما حرصه علي وطن أو عدالة اجتماعية أو حرية ، هذه المصطلحات بالنسبة إليه مجرد إكسسوارات يسوق نفسه بها أو كلمات جوفاء إن نطقها فهو لا يعنيها
الثوار : مصريون أيضا لكنهم استقلوا قطار أحلامهم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة والكرامة ...إلخ ولن يغادروه إلا إلي تلك الأحلام أو ربما إلي السماء أو السجون
هل تري معي أننا كلنا مصريون ؟؟ كان هذا الخليط العجيب يتعايش إلي حد ما بسلام في ظل سيطرة نظام المخلوع ، وبعد قيام الثورة وإطلاق العنان لكل التيارات ظهرت تلك المشكلات العويصة ، بكابورت ازدراء أديان وتكفير وطائفية وتعصب وتخلف وجهل وعبودية وتبعية وعنف وبلطجة وإجرام ونخاسة اتفتح في وشنا .
 ، ويمكنك بنظرة سريعة أن تري أن المشكلة ليست فيمن يحكم فقط وإنما نحن أيضا جزء لا يستهان به من الأزمة ، ما بين جاهل وخائف وخانع ومتطرف وأهطل وثوري  ،  نحن مواطني دولة واحدة لكننا مختلفون ولا نستطيع أن نتعايش مع بعضنا البعض لأن أحلامنا مختلفة أو ربما لأن البعض لا يحلم ، لكن البين لدي أننا قطعا لسنا أسوياء وفي حاجة إلي فترة طويلة من الزمن حتي يعود لنا اتزاننا ،
وكل ما أعلمه أيضا أننا مقبلون علي أيام أو سنوات سيئة ، لأني وببساطة لا أري مخرجا من هذا البكابورت سوي الفاشية ، فمع كل هذا العنف والتخلف والتطرف المتصاعد ، ومع ما تفعله جماعة الإخوان وأنصارها بمصر والدأب علي تحقير شأننا علي المستوي الدولي واستنزاف المواطنين علي المستوي المحلي ، لا أتخيل أنه يمكن أن يمسك الزمام سوي فاشي ، قد يكون من المؤمنين باسطورة (إحنا أحفاد الفراعنة) أو (القومية العربية) أو (الإسلام الوسطي) أو يكون (من ذوي البيادات) ....إلخ
ما أكتبه ليس رأيا ولا تحليلا ولا تنظيرا ، هي مجرد خواطر تشكل عائقا حقيقيا بيني وبين أي نوع من انواع التفاؤل ... هل لدي أحدكم تخيلا للطريق نحو : بلدة طيبة ورب غفور ؟؟؟