\
استقلال القضاء ..كلمة براقة وحلم يستحق بذل الكثير من أجله ..ولكن عن أي قضاء نتحدث ، القضاء المصري بالطبع وهنا لي سؤال : هل استقلال القضاء المصري سوف يساعد في حل معضلة تحقيق العدالة في مصر ؟ بداية فإنني لست في حاجه لأن أؤكد أن بمصر قضاة شرفاء لا أقصد بما أكتبه هنا النيل من أحدهم أو التقليل من شأنه ولا أربطهم بمرفق القضاء المصري الذي أكل عليه الفساد وشرب
دعونا نستعرض سويا بعض مشاهد أداء تلك المؤسسة علها تساعدنا في ملاحظة أن مشاكل تلك المؤسسه ليست نابعة من جور السلطة التنفيذية عليها وحسب .. بل نابعة أيضا من القائمين علي تلك المؤسسة :
أولا : أتذكر جيدا مشهدا علي قناة الجزيرة لبعض القضاة أعضاء تيار استقلال القضاء مشتعلين غضبا بسبب رفض مجلس القضاء الأعلي تعيين نجل أحدهم بالنيابة العامة ..بالرغم من أنها مأساة عديد من الأسر التي نبغ أبناؤها في العلم القانوني
ثانيا : رأي أحد أعضاء تيار استقلال القضاء في تعيين أبناء القضاة بالنيابة العامة باعتباره حقا وأولوية
ثالثا : إذا كان القضاة الذين تولوا علي مر الأعوام السابقه بعض القضايا السياسية التي نعلم جميعا أنهم ليسوا من الأطهار وأن هناك علامات استفهام عديدة علي أحكامهم .. ماذا عن القضايا العادية التي تصدر فيها آلاف الأحكام السالبه للحرية يوميا وما يتردد هنا وهناك عن "القاضي الإدانجي" والقاضي " أبو إيد تقيله" وآلاف الأحكام التي لا تعبر عن أية حقيقه ولا تساوي مثقال ذرة علي ميزان العدل
رابعا : الجمعية العمومية لمجلس الدولة التي رفضت تعيين المرأة قاضية بالمخالفة لكل القوانين والمواثيق !!
علما بأن النساء الذين رفضوا تعيينهم كقضاة بمجلس الدولة كانت لهم تضحياتهم في معركة استقلال القضاء عام 2006 " أسماء علي-رشا عزب- ندي القصاص "
خامسا : ذلك القاضي الذي قبل أن يستمد شرعيته من الأجهزة الأمنية أو السيادية بحسب بعض التعبيرات ..كيف يمكنني أن أثق في عدالته ونزاهته إذا لم يكن مستعدا من الأساس للتضحية من أجل إرساء العدالة وأقاتل من أجل استقلاله ..اعتقد أن المعركة الحقيقية هنا هي أن أقاتل من أجل ألا يكون قاضيا هو وأمثاله
سادسا : أتذكر جيدا حين بدأت معركة تيار استقلال القضاء حين فضحوا تزير انتخابات 2005 وما قبلها ..ألم يكونوا هم ممن شاركوا في عمليات التزوير تلك ؟ وإذا لم يكونوا من المشاركين فلماذا لم يفضحوا تلك الانتهاكات في حينها ؟؟
لدي مئات الملاحظات علي مسألة المطالبة باستقلال السلطة القضائية بشكلها الحالي لأن استقلالها لن يعني لي الكثير ..بل الأوقع بالنسبة لي هو تطهيرها من كل من دنسوا محراب العدالة وهم بالآلاف ومن كل من التحق بالسلك القضائي بالرشوة أو المحسوبية علي حساب غيره لأنه أبدا لن يكون قاضيا عادلا وبفتح ملفات فساد بعض القضاة علي الملأ والتحقيق فيها بجدية .. أحيانا لا يجدي الإصلاح بل يجدي التدمير وإعادة البناء ورأيي فيما يتعلق بالقضاء المصري أنه في حاجه للحل الثاني لأن ملاحظاتي الشخصية علي أداء المؤسسة القضائية في مصر لا تقل بأي حال من الأحوال عن ملاحظاتي علي أداء أجهزة أخري كالداخلية بل إنها أبشع ...فاستقيلو حتي يستقل قضاؤنا وكفانا عوارا ورأبا لصدوعكم التي لن تنتهي ولن تقوم للعدالة قائمة إلا إذا تخلصنا منكم وأتينا بقوم غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم...والله الموفق والمستعان
على الله حد يسمع، بعدين يفهم !
ReplyDelete