Thursday, 18 August 2011

كل النساء

لا أحد يعلم تحديدا متي واين وجدت ماريا ولكن المؤكد انه حين قدر لماريا الوجود ، جئ بسحر العالم كله وجماله وصنع منه رحما يحتويها .. وهكذا جاءت ماريا من رحم السحر والجمال ،
وحين جاءت ماريا إلي الوجود اكتشف الجميع أن كلمات الأغاني وأشعار الشعراء لا تفيها حقها وما ذلك لنقص في الأغاني ولا لتقصير من الشعراء وإنما لأنها .... كل النساء 
 من ابويها ؟ من أي عائلة تنحدر ؟ لم يجرؤ احد علي طرح السؤال فماريا لا يصح أن تكون فرعا لأحد كائنا من كان فهي أصل كامل وما ذلك إلا لأنها .... كل النساء 
وحين ظهرت ماريا ظهر بصحبتها أشياء كثيرة محببة إلي النفوس منها ما وجد بوجودها ومنها ما تغير إلي الأجمل بفعلها فمثلا يقال أن الدفئ ظهر بفعل احتكاك الهواء بطيف ماريا ، ويحكي أن النجوم ظهرت بفعل لمسات من أنامل ماريا للسماء وحين دبت ماريا بقدميها علي بعض أجزاء من الأرض تفجرت ينابيع المياه العذبة وحين مسحت بيديها علي صفحة البحار تلونت أسماكها وتضخمت شعابها المرجانية حتي صارت جبالا ، حتي الحيوانات الشرسة التي حظيت برؤية ماريا تتجلي في بعض الليالي تحولت إلي حيوانات أليفه وحين تجلت ماريا للزهور البيضاء استحت أن تصر الزهور علي بياضها فتلونت بالأحمر والبنفسجي هربا من وضعها في مقارنة مع ماريا حتي لا تفقد رونقها ..... ولكن أهم ما ظهر بظهور ماريا علي الإطلاق كان الأساطير ، فقد احتار الناس في ماهية ماريا ، منهم من قال إنها تشرق علينا كل صباح في هيئة شمس ولكن الشمس تحرق وماريا لا يمكن أن تحرق ومنهم من قال إنها القمر الذي ينير الليالي ولكن القمر يغيب وماريا لا تغيب ، إذا أين مكانها تحديدا ؟ لا أحد يعلم علي وجه اليقين ، كم شخص استطاع أن يراها كاملة ؟ لا نعلم ولكن المؤكد أن ماريا توجد في كل جميل حولنا ولا تظهر بل إنها تتجلي وهل يستطيع أحدنا أن يري كل النساء .... 
حين جاء أمهر رسامي الأرض ليرسمها قالت له ماريا من وراء حجاب خذ من بياض بشرتي ومن سواد شعري ومن زرقة عيني وخط ما تشاء فقال لها لا بد أن أراكي أولا فلما تجلت له كاملة خر صعقا فهو لم يسبق له أن رأي ... كل النساء 
 يقولون أن كل الصغيرات فاتنات وأن السبب في ذلك يرجع إلي أن كل الإناث حين يولدن فإن ماريا تحتضنهن فترة ما وتبث فيهن من سحرها وفتنتها وعذوبة صوتها وجمال محياها .... وحين يكبرن إذا تلوثن بفعل طباع البشر فإن آثار ماريا تزول من عليهن بقدر ما أصابهن من سوءات البشر فمنهن من يذهب عنها جمالها ومنهن من تسقط عنها جاذبيتها ومنهن من تفقد وداعتها وهكذا .... وبالرغم من أن لمسات ماريا السحرية موجودة عليهن جميعا بشكل أو بآخر إلا أنهن دائما ما يضعن أنفسهن في مقارنة معها وهو من غريب طباعهن فهل تغار إحدى النساء ... من كل النساء ؟
 ليست ماريا محل اختلاف ولا شك ولا تأويل من أي كائن من كان فهي مثلا ليست شطر الجمال وليست كل الجمال لأنها الجمال بعينه ولأنها لا يختلف عليها اثنان فلا معبد لها يستأثر به بعض الكهنة أو الرهبان فالأرض كلها معبدها ، وطيفها قبلة كل الأحياء وعينيها محراب الجميع وطهارتها تضرب بها الأمثال ، فهي كاملة الطهر والنقاء وليس ذلك لأنها سليلة أحد القديسين أو الأنبياء ... إنما لأنها كل النساء  
ولأننا جبلنا علي بعض محاسن وخصال ماريا فنحن لا يمكننا ان ندرك جميع محاسنها وخصالها ... فنحن نبحث فيمن نحب من الإناث عن هذه المحاسن و تلك الخصال التي ندركها عن ماريا فمنا من لا يدرك عن ماريا سوي الجمال فيبحث عنه في أنثاه ومنا من يدرك عنها أكثر من ذلك فيبحث عنه ايضا في أنثاه ولذا يقال أن لكل منا ماريته .. ولنا جميعا معشر الرجال ماريا.
إهداء إلي : أسماء علي 

3 comments: