Saturday, 27 August 2011

الإستقالة شرط الإستقلال



\

استقلال القضاء ..كلمة براقة وحلم يستحق بذل الكثير من أجله ..ولكن عن أي قضاء نتحدث ، القضاء المصري بالطبع وهنا لي سؤال : هل استقلال القضاء المصري سوف يساعد في حل معضلة تحقيق العدالة في مصر ؟ بداية فإنني لست في حاجه لأن أؤكد أن بمصر قضاة شرفاء لا أقصد بما أكتبه هنا النيل من أحدهم أو التقليل من شأنه ولا أربطهم بمرفق القضاء المصري الذي أكل عليه الفساد وشرب
دعونا نستعرض سويا بعض مشاهد أداء تلك المؤسسة علها تساعدنا في ملاحظة أن مشاكل تلك المؤسسه ليست نابعة من جور السلطة التنفيذية عليها وحسب .. بل نابعة أيضا من القائمين علي تلك المؤسسة :
أولا : أتذكر جيدا مشهدا علي قناة الجزيرة لبعض القضاة أعضاء تيار استقلال القضاء مشتعلين غضبا بسبب رفض مجلس القضاء الأعلي تعيين نجل أحدهم بالنيابة العامة ..بالرغم من أنها مأساة عديد من الأسر التي نبغ أبناؤها في العلم القانوني

​ثانيا : رأي أحد أعضاء تيار استقلال القضاء في تعيين أبناء القضاة بالنيابة العامة باعتباره حقا وأولوية

​ثالثا : إذا كان القضاة الذين تولوا علي مر الأعوام السابقه بعض القضايا السياسية التي نعلم جميعا أنهم ليسوا من الأطهار وأن هناك علامات استفهام عديدة علي أحكامهم .. ماذا عن القضايا العادية التي تصدر فيها آلاف الأحكام السالبه للحرية يوميا وما يتردد هنا وهناك عن "القاضي الإدانجي" والقاضي " أبو إيد تقيله" وآلاف الأحكام التي لا تعبر عن أية حقيقه ولا تساوي مثقال ذرة علي ميزان العدل
​رابعا : الجمعية العمومية لمجلس الدولة التي رفضت تعيين المرأة قاضية بالمخالفة لكل القوانين والمواثيق !!
​علما بأن النساء الذين رفضوا تعيينهم كقضاة بمجلس الدولة كانت لهم تضحياتهم في معركة استقلال القضاء عام 2006 " أسماء علي-رشا عزب- ندي القصاص "
​خامسا : ذلك القاضي الذي قبل أن يستمد شرعيته من الأجهزة الأمنية أو السيادية بحسب بعض التعبيرات ..كيف يمكنني أن أثق في عدالته ونزاهته إذا لم يكن مستعدا من الأساس للتضحية من أجل إرساء العدالة وأقاتل من أجل استقلاله ..اعتقد أن المعركة الحقيقية هنا هي أن أقاتل من أجل ألا يكون قاضيا هو وأمثاله
​سادسا : أتذكر جيدا حين بدأت معركة تيار استقلال القضاء حين فضحوا تزير انتخابات 2005 وما قبلها ..ألم يكونوا هم ممن شاركوا في عمليات التزوير تلك ؟ وإذا لم يكونوا من المشاركين فلماذا لم يفضحوا تلك الانتهاكات في حينها ؟؟
​لدي مئات الملاحظات علي مسألة المطالبة باستقلال السلطة القضائية بشكلها الحالي لأن استقلالها لن يعني لي الكثير ..بل الأوقع بالنسبة لي هو تطهيرها من كل من دنسوا محراب العدالة وهم بالآلاف ومن كل من التحق بالسلك القضائي بالرشوة أو المحسوبية علي حساب غيره لأنه أبدا لن يكون قاضيا عادلا وبفتح ملفات فساد بعض القضاة علي الملأ والتحقيق فيها بجدية .. أحيانا لا يجدي الإصلاح بل يجدي التدمير وإعادة البناء ورأيي فيما يتعلق بالقضاء المصري أنه في حاجه للحل الثاني لأن ملاحظاتي الشخصية علي أداء المؤسسة القضائية في مصر لا تقل بأي حال من الأحوال عن ملاحظاتي علي أداء أجهزة أخري كالداخلية بل إنها أبشع ...فاستقيلو حتي يستقل قضاؤنا وكفانا عوارا ورأبا لصدوعكم التي لن تنتهي ولن تقوم للعدالة قائمة إلا إذا تخلصنا منكم وأتينا بقوم غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم...والله الموفق والمستعان


Thursday, 18 August 2011

كل النساء

لا أحد يعلم تحديدا متي واين وجدت ماريا ولكن المؤكد انه حين قدر لماريا الوجود ، جئ بسحر العالم كله وجماله وصنع منه رحما يحتويها .. وهكذا جاءت ماريا من رحم السحر والجمال ،
وحين جاءت ماريا إلي الوجود اكتشف الجميع أن كلمات الأغاني وأشعار الشعراء لا تفيها حقها وما ذلك لنقص في الأغاني ولا لتقصير من الشعراء وإنما لأنها .... كل النساء 
 من ابويها ؟ من أي عائلة تنحدر ؟ لم يجرؤ احد علي طرح السؤال فماريا لا يصح أن تكون فرعا لأحد كائنا من كان فهي أصل كامل وما ذلك إلا لأنها .... كل النساء 
وحين ظهرت ماريا ظهر بصحبتها أشياء كثيرة محببة إلي النفوس منها ما وجد بوجودها ومنها ما تغير إلي الأجمل بفعلها فمثلا يقال أن الدفئ ظهر بفعل احتكاك الهواء بطيف ماريا ، ويحكي أن النجوم ظهرت بفعل لمسات من أنامل ماريا للسماء وحين دبت ماريا بقدميها علي بعض أجزاء من الأرض تفجرت ينابيع المياه العذبة وحين مسحت بيديها علي صفحة البحار تلونت أسماكها وتضخمت شعابها المرجانية حتي صارت جبالا ، حتي الحيوانات الشرسة التي حظيت برؤية ماريا تتجلي في بعض الليالي تحولت إلي حيوانات أليفه وحين تجلت ماريا للزهور البيضاء استحت أن تصر الزهور علي بياضها فتلونت بالأحمر والبنفسجي هربا من وضعها في مقارنة مع ماريا حتي لا تفقد رونقها ..... ولكن أهم ما ظهر بظهور ماريا علي الإطلاق كان الأساطير ، فقد احتار الناس في ماهية ماريا ، منهم من قال إنها تشرق علينا كل صباح في هيئة شمس ولكن الشمس تحرق وماريا لا يمكن أن تحرق ومنهم من قال إنها القمر الذي ينير الليالي ولكن القمر يغيب وماريا لا تغيب ، إذا أين مكانها تحديدا ؟ لا أحد يعلم علي وجه اليقين ، كم شخص استطاع أن يراها كاملة ؟ لا نعلم ولكن المؤكد أن ماريا توجد في كل جميل حولنا ولا تظهر بل إنها تتجلي وهل يستطيع أحدنا أن يري كل النساء .... 
حين جاء أمهر رسامي الأرض ليرسمها قالت له ماريا من وراء حجاب خذ من بياض بشرتي ومن سواد شعري ومن زرقة عيني وخط ما تشاء فقال لها لا بد أن أراكي أولا فلما تجلت له كاملة خر صعقا فهو لم يسبق له أن رأي ... كل النساء 
 يقولون أن كل الصغيرات فاتنات وأن السبب في ذلك يرجع إلي أن كل الإناث حين يولدن فإن ماريا تحتضنهن فترة ما وتبث فيهن من سحرها وفتنتها وعذوبة صوتها وجمال محياها .... وحين يكبرن إذا تلوثن بفعل طباع البشر فإن آثار ماريا تزول من عليهن بقدر ما أصابهن من سوءات البشر فمنهن من يذهب عنها جمالها ومنهن من تسقط عنها جاذبيتها ومنهن من تفقد وداعتها وهكذا .... وبالرغم من أن لمسات ماريا السحرية موجودة عليهن جميعا بشكل أو بآخر إلا أنهن دائما ما يضعن أنفسهن في مقارنة معها وهو من غريب طباعهن فهل تغار إحدى النساء ... من كل النساء ؟
 ليست ماريا محل اختلاف ولا شك ولا تأويل من أي كائن من كان فهي مثلا ليست شطر الجمال وليست كل الجمال لأنها الجمال بعينه ولأنها لا يختلف عليها اثنان فلا معبد لها يستأثر به بعض الكهنة أو الرهبان فالأرض كلها معبدها ، وطيفها قبلة كل الأحياء وعينيها محراب الجميع وطهارتها تضرب بها الأمثال ، فهي كاملة الطهر والنقاء وليس ذلك لأنها سليلة أحد القديسين أو الأنبياء ... إنما لأنها كل النساء  
ولأننا جبلنا علي بعض محاسن وخصال ماريا فنحن لا يمكننا ان ندرك جميع محاسنها وخصالها ... فنحن نبحث فيمن نحب من الإناث عن هذه المحاسن و تلك الخصال التي ندركها عن ماريا فمنا من لا يدرك عن ماريا سوي الجمال فيبحث عنه في أنثاه ومنا من يدرك عنها أكثر من ذلك فيبحث عنه ايضا في أنثاه ولذا يقال أن لكل منا ماريته .. ولنا جميعا معشر الرجال ماريا.
إهداء إلي : أسماء علي