Sunday, 27 February 2011

ثوار ولصوص

حين كانت الدعوة عالفيسبوك لنزول الشارع يوم 25 وسماه البعض بالثورة أشبعنا الدنيا سخرية وتنظيرا ولكننا في نفس الوقت نحن المنتظرون دائما لتحرك الجماهير بل والمتعطشون له والحالمين به لم نقاوم تلك الرغبة الدفينة بداخل كل منا في النزول إلي الشارع وفعل كل منا ما بوسعه فرادي وجماعات من أجل الدعوة للنزول والإعداد لليوم وتكسرت جماجمنا من كثرة الاجتماعات والمناقشات تشبثا بأمل أن يأتي يوم 25 بالأفضل أو يكون انطلاقة لتغيير حقيقي ننشده جميعا كل من أعرفهم بلا استثناء كان لهم مجهودات لا توصف من أجل نجاح اليوم ... خاطروا مخاطرات لا حصر لها ونزلوا إلي الشارع بصدور عارية واختاروا مناطق للتظاهر بعيدا عن الكاميرات ذهبوا إلي الفقراء والمحرومين والمظلومين والمقهورين وأبلوا بلاء حسنا بكل ما تحمله الكلمة من معان ... حتي أولئك الذين لم تمكنهم ظروفهم من التواجد ساعدوا بكل ما يمكنهم وحين أحسسنا أن ( الحكاية قلبت جد مش مظاهرة ولا مسيرة من إياهم ) طرنا جميعا من الفرح وتضاعفت مجهودات الجميع ( يومها كنا الصبح في هشام مبارك خالد عبدالحميد مسك قلم وكتب عالسبورة : بسم الله الرحمن الرحيم : الإجابة بقت مصر )... الحشد الإعلامي والبث المباشر والدعم الطبي والتبرعات التي انهالت كالمطر وأناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا يحاولون المساعدة بكل ما أوتوا من قوة ... تساقط المصابين واصطبغت ارض الميدان بدماء الشهداء ، وحينها قرر الجميع أنه لا مجال للتراجع ... كسرت دماء الشهداء جدار الخوف ... هتف الجميع بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية وحين بدأ السياسيين المخضرمين والنشطاء التفكير في المحافظة علي التواجد المكثف للمتظاهرين وكيفية تحويل التظاهر لاعتصام ثقبت آذان الجميع أصوات الجماهير هاتفة : الشعب يريد ... إسقاط النظام ... وعلي مدي أيام عدة بدأت الحشود الضخمة التي لا نعرفها ولا تعرفنا ولم نصل يوما إليها أو نطمح أن نصل إليها بدأت تتوافد علي الميدان ، أسر كاملة ، شباب ، أطفال ، شيوخ ، نساء منهم من حمل كفنا وأقسم ألا يعود ، ومنهم من حمل خيمة أو بطانية أو ما تيسر له من طعام وشراب وانصهر الجميع في بوتقة واحدة : لا تحرش ولا سرقة ولا مضايقات ولا جهل ولا مثبطين للعزائم لدرجة أن المفاجأة ألجمتنا جميعا .... الشعب المصري إذا شعب عظيم بحق ( معلومة قديمة كنا قد بدأنا نشكك فيها ) فاجأ النظام والداخلية والجيش والنشطاء والسياسيين وأعلن عن وجوده بقوة ورسم صورة من أروع صور الكفاح والنضال والتضحيات وبدأ في تحقيق ما يصبو إليه بالفعل : الجميع تعاون في إعاشة المعتصمين والدفاع عن الوجود بالميدان أصبحت بدون اي ترتيب مسبق مسألة حياة أو موت ، الجميع تعاون في تأمين مداخل الميدان ... غنينا وتناقشنا ورقصنا وضربنا واعتقلنا وفقدنا الأمل أحيانا واستعدناه في أحيان أكثر وتناقصت أعدادنا وتزايدت وافترشنا ارض الميدان وحملنا الحجارة وهتفنا بحياة الوطن وسقوط الطاغية وبكينا وضحكنا ....الجميع أطاع أوامر الجميع والجميع عمل في صمت إلخ باختصار كانت ملحمة إنسانية بديعة ...
انتهي نصف المشوار وإذا بنا نفاجأ بمفجري الثورة وصناع الثورة وشباب الثورة واتحاد الثورة وأمناء الثورة وأناس ( ان صح وصفهم بالأناس) تنسب لنفسها ما لم تفعله وتعظم من دورها في الأحداث بشكل فج وتدعي وتكذب وتصدق كذبتها وتنتفخ وتتجمل وتتفاوض وأحيانا تمرغ بدماء الضحايا أرض النفاق وتتشدق بما لم تري وما لم تفعل وعلي جانب آخر هناك من يشاهدون ويمصمصون شفاههم امتعاضا وأسي مما يرون .... وعلي جانب آخر هناك آخرين كالماكينات لا تهدأ ولا تتراجع أو تحبط سخروا كل امكاناتهم لاستكمال ما بدأ باذلين كل غال ونفيس بعيدا عن الكاميرات وبدون تجمل أو كذب مسخرين وقتهم وإمكاناتهم لخدمة قضية وقودهم الوحيد إيمانهم بها ودماء شهدائها عازمين علي المضي قدما فيما بدأه الشعب المصري العظيم غير عابئين بسارقي مجهوداتهم ولا ساعين لمجد شخصي أو شهرة أو متاجرين بتضحياتهم فتحية لهؤلاء من اعماق قلبي و عظيم امتناني وتمنياتي لهم بالتوفيق .... ولآخرين يعرفون أنفسهم جيدا : فردتي حذائي القديم

No comments:

Post a Comment