Saturday, 26 February 2011

عن العدل ووزارته


لا تنمحي من ذهني أبدا صورا عديدة لرجال القضاء المصري وبالطبع أنا لا اقصدهم جميعا ولكن أقصد غالبيتهم – إن صح وصفهم بالرجال – فعلي مدار تسع سنوات هي فترة اشتغالي بالمحاماة كانت الصورة دائما صادمة وقاتمة بكل ما تحمله الكلمة من معان ... أتذكر وكلاء نيابة الغربية جميعهم أثناء تحقيقات 6 ابريل 2008 وكيف كان تعنتهم معنا وأتذكر موقف المحامي العام المخزي آنذاك حين حاول منعنا من حضور التحقيقات بالمخالفة للقانون وأتذكر وكيل النيابة الشاب الذي حاولت الاستفسار منه عن القرار بشأن المتهمين فأجابني بأنه مثلي تماما ينتظر القرار من ( مصر ) فنظرت له باندهاش قائلا : أليس من المفروض أن يكون قرارك أو قرار رئيس النيابة علي الأكثر فأجابني : انت بتصدق ، أتذكر أثناء حادثة القبض علي صديقي بهاء صابر ورئيس النيابة البشوش الذي كان يحقق معه والذي تولي الإجابة بالإنكار عن كل الأسئلة التي وجهها لبهاء وأحضر له عصائر وسجائر وكان متعاطفا معه جدا ومؤمنا ببرائته وفي نفس الوقت أصدر قراره بحبس بهاء علي ذمة التحقيق أربعة أيام ثم قاضي المعارضات الذي أصدر قرارا بتجديد حبس بهاء 15 يوما علي ذمة التحقيق بدون أن يعرض عليه المتهم ، أتذكر وكلاء نيابة أمن الدولة الذين كان يعرض عليهم المتهمون وهم في حالة مذرية بسبب الضرب والتعذيب علي يد مباحث أمن الدولة ولا يجدون غضاضة في ذلك بل ويحاولون إعاقتنا عن اثبات اصابات المتهمين بكافة السبل ، وأتذكر وكيل النيابة الذي كان يستجوب متهما فسأله : أنت متهم بمحاولة استخراج اليورانيوم من الرمل الأسود ؟ ولم يستحي من نفسه ..... وأتذكر وكلاء نيابة محكمة جنوب القاهرة في أثناء تحقيقات كثيرة مع نشطاء سياسيين وحقوقيين والمهازل التي كانوا يديرونها أثناء التحقيقات وكيف أنه بالنسبة لنا كمحامين كانت مسألة أنه منتظر القرار بالتليفون من الثوابت والتي لم ينكرونها يوما ما ، وأتذكر محامي عام بكفر الشيخ حين اعتدي علينا مدير أمن كفر الشيخ أنا وزميلي أحمد عزت ومحسن بشير وأنه كان يدافع عن افراد المباحث بدون أن يري أي شئ بل لم يتخذ أي إجراء في مواجهتهم بالرغم من تقديمنا شكوي رسمية له حتي خرجنا عن شعورنا وتشاجرنا معه بمكتبه يومها ، وأتذكر صناديد القضاه وهم يجرون عمليات الفرز أثناء الانتخابات تحت إشراف مباشر من شوية صيع من أمن الدولة فينجح هذا ويرسب ذاك علي عكس أوراق التصويت ، أتذكر وكيل نيابة أمن الدولة الذي اعتدي علي المتهم بالسب والضرب قائلا له اعترف ، أتذكر وكلاء نيابة اسكندرية الذين قالوا لبعض شباب 6 أبريل أثناء التحقيق معهم : والله لو ما نطقت لأرميك م الشباك ، أعلقك في السقف ، أضربك بالنار .... أتذكر وكيل النيابة الذي أمر بحبس يوسف شعبان أربعة أيام علي ذمة التحقيق في قضية تعاطي يعلم البراء ابن أخويا ذو الثلاثة أعوام أنها ملفقة وذلك القاضي الذي جدد حبس يوسف 15 يوما في نفس القضية بالرغم من المرافعات القانونية والأوراق التي عرضت عليه وتثبت براءة يوسف ، أتذكر تواطؤهم مع ضباط المباحث وأمن الدولة وتعاملهم معهم باعتبارهم أصدقاء حتي ولو كانوا متهمين في قضايا تعذيب ، وأتذكر بالطبع ممدوح مرعي أو البلدوزر كما يسميه البعض مهندس كافة الانتخابات المزورة من عام 2005 ، وأتذكر المهازل التي كان يرتكبها السادة القضاء أثناء تعيينات النيابة العامة والإدارية ومجلس الدولة وهيئة قضايا الدولة واقصائهم لعدد من خريجي كليات الحقوق النوابغ لصالح أبنائهم السذج ومحترفي الرسوب والتقديرات " اللي تكسف " وامتناع كافة هذه الجهات عن تنفيذ أحكام القضاء الصادرة بتعيين ذوي الأحقية بها .... وأتذكر محامي عام نيابات جنوب الجيزة الذي منع المحامين من حضور التحقيقات في أحداث كنيسة العمرانية بناء علي تعليمات سيادية علي حد قوله وسماحه للأمن المركزي بالسيطرة علي مبني المحكمة بالكامل ومنع أي أحد من الدخول للمحكمة حتي ولو كان محاميا ... مشاهد متفرقة عديدة لا تنمحي أبدا من ذاكرتي .
طبعا المعلومات الأكيدة عن النائب العام صاحب السجل الأسود في تحقيقاته مع المتهمين حتي وصل الأمر لإجرائه تحقيقات في مقار أمن الدولة بجوار الغرف التي كانت تنتزع فيها الاعترافات من المتهمين ... ذلك النائب العام الذي نمطره بشكاوانا وبلاغاتنا وقليلا ما انحاز للعدالة والمعين أيضا من قبل رئيس الجمهورية المخلوع .... وبالطبع 80 في المائة من وكلاء النيابة والقضاة المعينين بسبب الفساد والرشوة أيضا بقررار من الرئيس المخلوع هؤلاء الذين مرغوا بالعدالة تراب الزنازين ... ووضعوا ميزانها في أقبية المحاكم حتي أكله الصدأ ... هؤلاء أيضا ابتداء من وزيرهم وحتي أصغر وكيل نيابة فيهم ( أقول معظمهم ) يجب أن تفتح ملفاتهم ,ان يتم تطهير محراب العدالة منهم لأنهم ببساطة لم يتركوا فرصة للتنكيل بالمواطنين إلا وكانت لهم مساهمتهم الفعالة هؤلاء الذين قبلوا أن يضعوا كتب القانون علي الأرفف ويهتدوا يتعليمات أمن الدولة والجهات السيادية وقبلوا أن تستخدم أقلامهم وتوقيعاتهم للتنكيل بالمعارضين علي مدي سنوات عديدة ولم يصبهم الخجل يوما.. هؤلاء المعينون بواسطة الرشوة والمحسوبية والفساد الذي استشري في ربوع مصر يجب علينا أيضا أن نطهر صفوفنا منهم وأن نكون متأكدين أن العدالة لن تقوم لها قائمة في مصر حتي تتطهر ممن دنسوا محرابها صغيرهم وكبيرهم .

No comments:

Post a Comment